[72] واقتتلوا قتالا شديدا، وانهزم الفرنج أقبح هزيمة، وقتل منهم خلق كثير، وأسر مثلهم، وقتل البرنس صاحب أنطاكية، وكان عاتيا من عتاة الفرنج، وعظيما من عظمائهم، فملك بعده ولده بيمند (?) - وهو طفل - فتزوجت أمه (?) برجل من الفرنج ليدبر ولدها الطفل إلى أن يكبر؛ ثم قصد نور الدين الفرنج مرة [أخرى]، فجمعوا ولقوه فقتل منهم وأسر، فكان من جملة الأسرى زوج أم بيمند، فمدح الشعراء نور الدين، فممن مدحه: أبو عبد الله محمد بن صغير بن القيسرانى بقصيدة أولها:

هذى العزائم لا ما تدّعى القضب ... وذى المكارم لا ما قالت الكتب

وهذه الهمم اللائى إذا خطبت ... تعثرّت خلفها الأشعار والخطب

صافحت يا بن عماد الدين ذروتها ... براحة للمساعى دونها التعب

ما زال جدّك يبنى كل شاهقة ... حتى بنى قبة أوتادها الشهب

أغرت (?) سيوفك في الأفرنج راجفة ... فؤاد رومية الكبرى لها يجب

ضربت كبشهم منها بقاصمة ... أودى لها الصلب وانحطت لها الصلب

طهّرت أرض الأعادى من دمائهم ... طهارة كل سيف عندها (?) جنب

حتى استطار (?) شرار الزند قادحه ... فالحرب تضرم والآجال تحتطب

من كان يغزو بلاد الشرك مكتسبا ... من الملوك، فنور الدين محتسب

طور بواسطة نورين ميديا © 2015