وكان - رحمه الله - متصديا لتدبير أمور المملكة والرعية من حين يصلى صلوات الصبح إلى أن يدخل الليل، وترد عليه القصص والمهام في جميع النهار، ويقضى أشغال الرعية، ولا يحتجب عنهم في أكثر أوقاته.
وجمع في خزانته من كتب العلوم ما لا مزيد عليه، واعتنى بها جدا، وكان يكثر مطالعة الكتب ومراجعتها، واستحضار العلماء والبحث معهم.
وكان مؤثرا لعمارة بلده، وتحصينه وتقوية أسواره، والعناية بها.
بنى بظاهر حماة الجسر المعروف بالحديد، خارج الباب المعروف بباب حمص.
وخرّب أسوار قلعة حماه التي كان بناها والده، وكانت من لبن، فبناها الملك المنصور كلها بالحجر والكلس حتى جاءت في غاية الحسن. وعمّق خنادقها جدا، ووسعها (?). وجعل [الملك المنصور] (?) في القلعة من الزردخاناه والذخائر ما لا مزيد عليه، حتى صارت مضاهية لقلعة حلب التي تضرب بها الأمثال، بل أجود وأحصن.
وبنى بظاهر حماه من شماليها (?) مدرسة عند قبر والده [تقى الدين (?)] رحمه الله.
ووقف عليها وقفا جليلا.
وكان له رحمه الله - بعد وفاة والده - من البلاد حماه، والمعرة (?)، وسلميه، ومنبج، وقلعة نجم (?).