الكثيرة. ويحب أن يكون في بلده من كل طائفة من أهل العلم أفضلهم. فورد إلى بابه جماعة من العلماء الأماثل، وممن ورد عليه منهم الشيخ الإمام سيف الدين أبو الحسن على الآمدى رحمه الله، وكان إماما عظيما متقدما في علمى الكلام وأصول الفقه وعلم المنطق وسائر العلوم الحكمية. وكان علما في هذه العلوم، عظم في الآفاق صيته، واشتهر ذكره، وصنّف التصانيف البديعه في جميع هذه الفنون، وردّ فيها على الإمام فخر الدين الرازى، والإمام أبى حامد الغزالى، وغيرهما من أكابر المتقدمين، وبيّن بطلان أقاويلهم.

ولما قدم [الآمدى (?)] إلى حماة بنى له السلطان الملك المنصور مدرسته المعروفة (?) به، التي بقرب الباب الشمالى المعروف بباب الجسر الشمالى. وأجرى [الملك المنصور (?)] له الجامكية الكثيرة والجراية. وواظب حضور مجلسه، والإشتغال عليه بجميع فنونه.

وورد عليه من الشعراء المجيدين جماعة، فأجرى عليهم الجامكيات والجرايات، واستخدمهم.

وصنف الملك المنصور - رحمه الله - عدة تصانيف منها كتاب طبقات الشعراء، وكتاب مضمار الحقائق في التاريخ (?)، وهو نحو عشرين مجلدة، وصنّف غير ذلك. وكان له العسكر الكثير المجمل. وخدمه عدة من أكابر الأمراء المشهورين، منهم الأمير شمس الدين بن قلج، والأمراء من بنى برطاس، وكل منهم كان أميرا جليلا.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015