فأجاب الملك الأشرف إلى ذلك، وتسلم سّنجار وسلم الرقة إلى ابن قطب الدين.
وكانت هذه الواقعة من جملة سعادة الملك الأشرف الخارقة. فإن أباه الملك العادل كان نازلها في جميع (?) ملوك أهل بيته ما خلا الملك الظاهر. وكانت معه نجدته، وجدّ في قتالها ومضايقتها المدة المتطاولة، فلم ينل منها غرضا، وأخذها الملك الأشرف عفوا بلا تعب.
وكان السبب فيما فعله محمود بن قطب الدين [ما قدمنا ذكره من الخوف من الملك الأشرف وأيضا من ثقاته ونصحائه لأنه كان كثير التهدد لهم (?)]، فطلبوا التغدى به قبل أن يتعشى بهم. فخاف منهم فراسل الملك الأشرف في النزول عنها، وتسليمها [إليه (?)] فأجيب إلى ذلك، وسلّم سنجار، وتسلم ابن قطب الدين الرقة، وذلك في مستهل جمادى الأولى من هذه السنة [وهى سنة سبعة عشر وستمائه (?)]. ثم أخذ الملك الأشرف الرقة بعد ذلك، وعاقب الله تعالى محمودا بن قطب الدين [صاحب سنجار (?)] بقطع رحمه وقتله (?) أخاه شاهان شاه. ومحمود هذا آخر ملوك البيت الاتابكى بسنجار. [95 ا] واجتمع للملك الأشرف بلاد خلاط، وبلاد الجزيرة وسنجار.