الطواشى شجاع الدين مرشد المنصورى. ولما ودّعه والده الملك المنصور أنشده بيتين من نظمه (?) هما:

ومنك قد فارقت منّى مهجة ... خطيرة أمسيت منها في خطر

ايدك الله بنصركى أرى ... وجهك قد وافى منيرا بالظفر

ولما وصل الملك المظفر إلى العسكر الكاملى التقاه الملك الكامل أحسن تلق وأنزله في ميمنة عسكره، وهى منزلة أبيه وجده في الأيام الناصرية الصلاحية. وبعد سفر الملك المظفر إلى مصر، توفيت والدته ملكه خاتون بنت الملك العادل، وحزن عليها زوجها الملك المنصور حزنا عظيما، ولبس الحداد، وأمر بصعود أكابر حماة إلى القلعة للصلاة عليها، فصلوا عليها وأمّ بهم والدى - رحمه الله - وحضرت معه يومئذ وعمرى نحو أثنتى عشرة سنة.

ثم عمل السلطان - رحمه الله - عزاها (?) بالمدرسة المنصورية (?) ظاهر حماة. ورأيته وهو جالس يمنة المحراب وهو مكتئب حزين وهو لابس الحداد، ثوب أزرق وعمامة زرقاء، وإلى جانبه أولاده الملك الناصر قلج أرسلان وأخوته وعليهم كلهم الحداد. وقرأت القراء بين يديه، ووعظت الوعاظ، وانشدت الشعراء المراثى. وكان اقترح له أن تنظم المراثى على وزن قصيدة أبى [العلاء (?)] المعرى ورويتها التي مطلعها:

يا ساهر البرق أيقظ راقد السّمر ... لعل بالجزع أعوانا على السّهر (?)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015