وأما السرية التي سيرها جنكزخان إلى مدينة خوارزم (?)، فإنها كانت أعظم السرايا لعظم البلد. فوصلوا إليها وبها عسكر ورجال شجعان من أهل البلد، فحصروها خمسة أشهر، وقتل من الفريقين خلق كثير، إلا أن القتل في التتر [كان (?)] أكثر لاحتماء المسلمين بالسور. فاستمد التتر ملكهم جنكزخان فأمدهم بخلق كثير، فزحفوا إلى البلد زحفا متتابعا، فملكوا طرفا من البلد. فاجتمع أهل البلد وقاتلوهم في الموضع الذى ملكوه، فلم يقدروا على إزاحتهم عنه، ولم يزالوا يقاتلونهم والتتر يملكون محلّة (?) بعد محلة، وكلما ملكوا محلة قاتلهم المسلمون من المحلة التي تليهم، وكان النساء والصبيان يقاتلون مع الرجال.
ولم يزالوا كذلك حتى ملكوا البلد جميعه، وقتلوا كل من فيه، ونهبوه، ثم فتحوا الجسر الذى كان يمنع ماء جيحون عن ركوب البلد، فدخله الماء، وغرق البلد جميعه، وتهدمت أبنيته وبقى لجة ماء. ولما فرغ التتر من ملك خراسان وعادوا إلى ملكهم، جهز جيشا كثيفا وسيره إلى غزنة.
ذكر ما جرى بين جلال الدين خوارزم شاه وبين
التتر من الحروب ثم توجهه إلى بلاد الهند
وكان جلال الدين منكبرتى بن علاء الدين خوارزم شاه مقيما بغزنة وعنده [91 ا] من سلم من عسكر أبيه خوارزم شاه، وكانوا ستين ألفا، وكان العسكر الذى سيره جنكزخان إلى غزنة [نحو (?)] إثنى عشر ألفا. فلما وصلوا إلى أعمال