ثم أن هذه الطائفة [من التتر (?)] سارت إلى سقسين (?) عائدين إلى ملكهم جنكزخان [فوصلوا إليه (?)]. فهذه أخبار الطائفة التي يقال لها المغربة؛ وهى التي سارت غربى خراسان، وتوغلت في البلاد التوغل العظيم الهائل الذى لم يسمع قط أن طائفة من الأمم أو غلته وفعلت فيه فعل هؤلاء في هذه المدة القريبة.
وأما جنكزخان فإنه بعد أن سير هذه الطائفة قسم أصحابه عدة أقسام، فسير قسما [89 ب] إلى بلد فرغانه ليملكوها، وسير قسما إلى ترمذ (?)، وقسما إلى كلانه (?) وهى قلعة حصينة إلى جانب نهر جيحون، فسارت كل طائفة إلى الجهة التي أمروا بقصدها ونازلوها واستولوا عليها، وفعلوا من القتل والسبى والنهب والتخريب مثل فعل أصحابهم.
ولما فرغوا من ذلك عادوا إلى جنكزخان وهو بسمرقند، فجهز جيشا عظيما وقدم أحد أولاده وبعثهم إلى خوارزم. وبعث جيشا آخر إلى خراسان، فعبروا جيحون وقصدوا بلخ وتسلموها بالأمان سنة سبع عشرة وستمائة، وجعلوا فيها شحنة ولم يتعرضوا لنهبها. وكذلك فعلوا ببلاد أخرى، وأخذوا رجال هذه البلاد ليقاتلوا بهم من امتنع عليهم. ثم وصلوا [إلى (?)] الطالقان وهى ولاية تشتمل على عدة بلاد، وفيها قلعة حصينة يقال لها منصور كوه، لا ترام علوا وارتفاعا، وبها