الأمان من التتر [طمعا أن يسلموا لكونهم من الترك (?)]. فأعطاهم التتر الأمان، ففتحوا للتتر أبواب البلد [وهم يزيدون على خمسين ألف فارس]. (?) وخرجوا إلى التتر بأهلهم وأموالهم فقال لهم التتر «أدفعوا إلينا سلاحكم وأموالكم ونحن نسيركم إلى مأمنكم». ففعلوا ذلك. فلما أخذوا ذلك منهم قتلوهم عن آخرهم.

وفى اليوم الرابع نادوا في البلد ليخرج أهله بأجمعهم، ومن تأخر قتل، فخرج الجميع. ففعل التتر بهم فعلهم بأهل بخارا، ثم أحرقوا البلد وجامعه (?).

وكان هذا في المحرم سنة سبع عشرة وستمائه.

ولنذكر ما فعلوه بعد ذلك وإن كان خارجا عن السنة التي نحن ذاكرون حوادثها ليتصل الحديث بعضه ببعض ولا ينبتر (?). واعلم أن هذا كله جرى والسلطان علاء الدين خوارزم شاه مقيم بمنزلته التي هى بالقرب من بلخ، وكلما اجتمع عنده عسكره سيره إلى سمرقند فيرجعون ولا يقدمون على الوصول إليها.

ولما ملكت التتر سمرقند سير جنكزخان عشرين ألفا وأمرهم بطلب خوارزم شاه أين كان. وتسمى هذه الطائفة المغرّبة لأنهم ساروا (?) غربى خراسان، وأوغلوا في البلاد، على ما سنذكره إن شاء الله تعالى. فقصدوا أولا مكانا يسمى بنج (?) آب ومعناه خمسة مياه. ولما وصلوا إليه لم يجدوا سفينة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015