بيد ولده الملك المسعود صلاح الدين يوسف (?). فثبته الملك المعظم وشجعه، وركب الملك المعظم إلى خيمة عماد الدين بن المشطوب فاستدعاه ليركب معه ويسايره، فاستنظره ليلبس خفيه وثيابه فلم ينظره ولم يمهله، فركب معه وسايره إلى أن خرج به من العسكر، ثم سلمه إلى جماعة من أصحابه [78 ا] وأمرهم أن لا يفارقوه حتى يخرجوه من الديار المصرية، وينفوه إلى الشام.

فمضى إلى الشام ووصل إلى حماه، وأقام عند صاحبها الملك المنصور مديدة، وجرى له ما سنذكره - إن شاء الله تعالى - في حوادث السنة الآتية.

ثم بعدئذ (?) بمدة أمر الملك الكامل أخاه الملك الفائز أن يمضى رسولا عنه لإحضار العساكر بسبب الجهاد؛ وكان الغرض إخراجه من البلاد. فمضى [الفائز] إلى حماه، وحمل إليه الملك المنصور صاحبها شيئا كثيرا، ثم مضى إلى الشرق فمات به. وقيل إنه مات مسموما والله أعلم بحقيقة ذلك، وسنذكر وفاته في السنة التي مات فيها إن شاء الله تعالى. ولما أخرج عماد الدين بن المشطوب والملك الفائز من العسكر الكاملى، انتظم أمر السلطان الملك الكامل وقوى جنانه.

وأما الفرنج فإنهم لما ملكوا بر دمياط احتاطوا بها برا وبحرا وأحدقوا بها، وأخذوا في محاصرتها والتضييق عليها. وامتنع دخول الأقوات إليها بالكلية، وكل هذا كان بسبب حركة ابن المشطوب ونيته الردية. لا جرم أن الله تعالى لم يمهله وعاقبه بعد ذلك - بما سنذكره إن شاء الله تعالى. وحفر الفرنج على معسكرهم المحيط بدمياط خندقا، وبنوا عليه سورا على عادتهم، وأهل دمياط

طور بواسطة نورين ميديا © 2015