إلى القلعة، وتقدم تاج الدين إلى النقيب بها والأجناد أن يفتحوا الباب ويتسلموه، [56] ويعتقلوه، ففتحوا الباب، ودخل الملك والقاضى إليهم، ومعهما من أعان على قتل نصير الدين، فسجنوا، واعتقل الملك ألب أرسلان بالقلعة.
ذكر رحيل عماد الدين عن البيرة
وتملك المسلمين لها
ولما بلغت الأخبار إلى عماد الدين زنكى بقتل نائبه نصير الدين وهو يحاصر قلعة البيرة وقد أشرف على أخذها، خاف أن تختلف عليه البلاد الشرقية بعد قتل نصير الدين، فرحل عن البيرة، وأرسل الأمير زين الدين على كوجك (?) بن بكتكين (?) إلى قلعة الموصل نائبا عنه بها موضع نصير الدين، وأقام عماد الدين ينتظر الخبر، فخاف من بالبيرة من الفرنج أن يعود (?) إليهم، وكانوا يخافونه خوفا شديدا، فكاتبوا صاحب ماردين، وسلموها إليه، فملكها المسلمون، ولم يبق شىء مما هو شرقى الفرات بيد الافرنج، ولما تولى زين الدين على كوجك الموصل عدل في الناس وأحسن السيرة، وسلك غير طريقة نصير الدين، فاطمأن الناس، وأمنوا، وازدادت البلاد عمارة، وكانت بيده مدينة إربل، فلنذكر صيرورتها إليه.