(23)
عن: (القلقشندى: صبح الأعشى، ج 8 ص 282 - 289، ج 6 ص 496 - 504
أدام الله أيام الديوان العزيز النبوى الناصرى، ولا زال مظفّر الجدّ بكلّ جاحد، غنىّ التوفيق عن رأى كل رائد، موقوف المساعى على اقتناء مطلقات المحامد؛ مستيقظ النصر والسيف في جفنه راقد، وارد الجود والسّحاب على الأرض غير وارد؛ متعدّد مساعى الفضل وإن كان لا يلقى إلا بشكر واحد، ماضى [حكم القول] بعزم لا يمضى إلا بنسل غوىّ وريش رشد، ولا زالت غيوث فضله [إلى الأولياء] أنداء إلى المرابع وأنوارا إلى المساجد، وبعدت رعبه إلى الأعداء خيلا إلى المراقب وخيالا إلى المراقد.
كتب الخادم هذه الخدمة تلوما صدر عنه ممّا كان يجرى مجرى التباشير لصبح هذه الخدمة، والعنوان لكتاب وصف هذه النعمة، فإنها بحر للأقلام فيه سبح طويل، ولطف تحمّل الشكر فيه عب ثقيل؛ وبشرى للخواطر في شرحها مآرب، ويسرى للأسرار في إظهارها مسارب؛ ولله في إعادة شكره رضا، وللنعمة الرّاهنة به دوام لا يقال معه هذا مضى، وقد صارت أمور الإسلام إلى أحسن مصايرها، واستتبّت عقائد أهله على أبين بصائرها،