ذكر خروج ملك الروم إلى بلاد الإسلام

لما مضت القسوس والرهبان إلى بلاد الروم واستنفروهم على المسلمين بسبب عماد الدين ومنازلته بارين، وخوّفوهم من أخذها واستئصال من فيها، فتجهز الروم وركبوا في البحر من قسطنطانية، وساروا إلى أنطاكية، وهى لهم يومئذ، فأرسوا بها منتظرين المراكب التي فيها الأثقال والسلاح، فلما وصلت ساروا إلى مدينة نيقية فنازلوها وحاصروها، ثم صولحوا على مال يؤدى إليهم، ثم ساروا إلى مدينة أذنه والمصيصة، - وهما لابن ليون (?) الأرمنى - فحصرهما ملك الروم وملكهما، ثم نازل عين زربى (?)، فملكها عنوة، وملك تل حمدون؛ وحمل ملك الروم أهله إلى جزيرة قبرس، ثم وصل إلى الشام فحصر مدينة أنطاكية في ذى القعدة من هذه السنة - أعنى سنة إحدى وثلاثين وخمسمائة -، وضيّق على أهلها، وبها بيمند الافرنجى، ثم اصطلحا، ورحل إلى بغراس، ثم دخل بلد ابن ليون، فبذل له ابن ليون مالا، ودخل في طاعته.

ذكر استيلاء عماد الدين على حمص (?)

ولما فرغ عماد الدين من بارين سار إلى حماة، ثم سار إلى بقاع بعلبك، فملك حصن المجدل - وهو لصاحب دمشق - وأطاعه مستحفظ بانياس

طور بواسطة نورين ميديا © 2015