فالذَّنبُ في حقِّ مثل هذا من أعظم أسباب رحمته، ومع هذا فيقيمُ أمرَ الله فيهم، طاعةً لله ورحمةً بهم وإحسانًا إليهم، إذ هو عينُ مصلحتهم (?)، لا غلظةً ولا قوَّةً ولا فظاظة.

فصل

ومنها: أن يخلع صَوْلة الطَّاعة من قلبه، ويَنْزِع عنه رداء الكِبْر والعظمة الذي ليس له، ويلبس رداء الذلِّ والانكسار والفقر والفاقة، فلو دامت تلك الصَّولةُ والعزَّةُ في قلبه لخِيفَ عليه ما هو مِنْ أعظم الآفات، كما في الحديث: "لو لم تذنبوا لخِفتُ عليكم ما هو أشدُّ من ذلك: العُجْب" (?)، أو كما قال - صلى الله عليه وسلم -.

فكم بين آثار العُجْب والكِبْر وصَوْلة الطَّاعة، وبين آثار الذُّلِّ والانكسار!

كما قيل: "يا آدم! لا تجزع من كأس زلَّةٍ (?) كانت سبب كَيْسِك، فقد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015