يعرفُ ذلك أو يَفْطِنُ له (?).
وليس نِتاجُها على واحدٍ من هذين الوجهين، وإنما نِتاجُها بأمرٍ مِنْ أعجب العجب، فإنها إذا ذهبت إلى المرعى أخذَت تلك الأجزاءَ الصَّافيةَ التي على الوَرَق، من الورد والزَّهر والحشيش وغيره، وهي الطَّلُّ؛ فتمصُّها، وذلك مادةُ العسل، ثمَّ أنها تكبِسُ (?) الأجزاءَ المنعقدةَ على وجه الورقة وتَعْقِدُها على رِجْلِها كالعَدَسَة، فتملأ بها المسدَّسات الفارغة من العسل، ثمَّ يقومُ يَعْسُوبها على بيته مبتدئًا منه، فينفخُ فيه، ثمَّ يطوفُ على تلك البيوت بيتًا بيتًا وينفخُ فيها كلِّها، فتدبُّ فيها الحياةُ بإذن الله عزَّ وجل، فتتحرَّكُ وتخرجُ طيورًا بإذن الله (?).
وتلك إحدى الآيات والعجائب التي قلَّ من يتفطَّنُ إليها، وهذا كلُّه من ثمرة ذلك الوحي الإلهي، أفادها وأكسَبها (?) هذا التَّدبير والسفر والمعاشَ والبناءَ والنِّتاج.
فسَل المعطِّل الضالَّ (?): من الذي أوحى إليها أمرَها وجَعَل ما جَعَل في طباعها؟ ! ومن الذي سفَل لها سُبلَه ذُللًا منقادةً لا تستعصي (?) عليها ولا