فصل (?)
تأمَّل هذا الطَّائر الطَّويل السَّاقين، واعرِف المنفعةَ في طول ساقَيْه؛ فإنه يرعى أكثر مرعاهُ في ضَحْضاحٍ من الماء، فتراه يركزُ (?) على ساقَيه كأنه ربيئة فوق مَرْقَب (?)، ويتأملُ ما دبَّ في الماء؛ فإذا رأى شيئًا من حاجته خطا خطوًا رفيقًا حتى يتناوله، ولو كان قصيرَ القائمتين كان [حين] (?) يخطو نحو الصيد ليأخذَه يَصْفِقُ بطنُه الماءَ (?) فيثوِّرُه، ويَذْعَرُ الصيدُ منه فيَنْفِر (?)، فخُلِقَ له ذانِك العمودان ليدرك بهما حاجتَه ولا يَفْسُدَ عليه مطلبُه.
وكلُّ طائرٍ فله نصيبٌ من طول السَّاقين والعُنق؛ ليمكنَه تناولُ الطُّعم (?) من الأرض، ولو طال ساقاه وقَصُرَت عنقُه لم يمكنه أن يتناول شيئًا من الأرض، وربَّما أعينَ مع طول عنقه (?) بطول المنقار ليزداد مطلبُه سهولةً عليه وإمكانًا.