العنب وأعمُّ نفعًا وأجدى على أهله كالمدينة (?) والحجاز والعراق، والعنبُ في مَعْدِنه ومحلِّ سلطانه أفضلُ وأعمُّ نفعًا وأجدى على أهله كالشام والجبال والمواضع الباردة التي لا تقبلُ النَّخل (?).
وحضرتُ مرَّةً في مجلسٍ بمكَّة- شرَّفها الله تعالى- فيه من أكابر البلد، فجَرَت هذه المسألة (?)، وأخذ بعضُ الجماعة الحاضرين يُطْنِبُ في تفضيل النَّخلِ وفوائده، وقال في أثناء كلامه: ويكفي في تفضيله أنَّا نشتري بِنَواهُ العنبَ؛ فكيف يفضلُ عليه ثمرٌ يكون نواهُ ثمنًا له؟ ! (?).
وقال آخرُ من الجماعة: قد فَصَل النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - النِّزاعَ في هذه المسألة، وشفى فيها بنَهْيِه عن تسمية شجر العنب كَرْمًا، وقال: "الكَرْمُ قلبُ المؤمن" (?)، فأيُّ دليلٍ أبينُ من هذا؟ ! وأخذوا يبالغون في تقرير ذلك.