تأمل الحكمة في الحر والبرد

ولقد أحسن القائل (?):

وَهَبْني قلتُ: هذا الصُّبحُ ليلٌ ... أيَعْمَى العالَمُونَ عن الضياءِ؟ !

فصل (?)

تأمل الممسك للسموات والأرض

ثمَّ تأمَّل المُمْسِكَ للسَّموات والأرض، الحافظ لهما أن تزولا أو تقعا أو يتعطَّل بعض ما فيهما، أفترى من المُمْسِكُ لذلك؟ ! ومن الحافظُ له؟ ومن القيِّمُ بأمره؟ ! ومن المُقِيمُ له؟ !

فلو تعطَّلت بعض آلات هذا الدُّولاب العظيم والحديقة العظيمة من كان يُصلِحُه ويُعِيدُه (?)؟ ! وماذا كان عند الخلق كلِّهم من الحيلة في ردِّه كما كان؟ !

فلو أمْسَكَ عنهم قَيِّمُ السَّموات والأرض الشمسَ فجعَل عليهم الليلَ سَرمدًا، من ذا الذي كان يُطْلِعُها عليهم ويأتيهم بالنَّهار؟ ! ولو حَبَسَها في الأفق ولم يسيِّرها، فمن ذا الذي كان يسيِّرها عنهم ويأتيهم بالليل؟ ! فلو أزال السَّماءَ والأرض (?)، فمن ذا الذي كان يُمْسِكُهما مِن بعده؟ !

فصل (?)

ثمَّ تأمَّل هذه الحكمةَ البالغة في الحرِّ والبرد وقيام الحيوان والنَّبات

طور بواسطة نورين ميديا © 2015