بالمكلَّفين وانقطاع حجَّتهم عن الله (?).
فيا لله العجب! أيُّ لُطْفٍ حصل بهذا المعدوم، لا المعصوم؟ ! (?) وأيُّ حجَّةٍ أثبتُّم للخلق على ربهم بأصلكم الباطل؟ ! فإنَّ هذا المعدومَ إذا لم يكن لهم سبيلٌ قطُّ إلى لقائه والاهتداء به، فهل في تكليف ما لا يطاقُ أبلغُ من هذا؟ ! وهل في العذر والحجَّة أبلغُ من هذا؟ !
فالذي فررتم منه وقعتم في شرٍّ منه، وكنتم في ذلك كما قيل:
المستجيرُ بعمرٍو عند كُرْبته ... كالمستجير من الرَّمضاءِ بالنارِ (?)
ولكن أبى اللهُ إلا أن يفضحَ من تنقَّصَ بالصحابة الأخيار وبسادة هذه الأمَّة، وأن يُرِيَ الناسَ عورتَه ويُغْرِيه بكشفها. ونعوذُ بالله من الخذلان.
ولقد أحسن القائل:
ما آنَ للسِّرداب أن يَلِدَ الذي ... حمَّلتمُوه (?) بزعمكم ما آنا
فعلى عقولكم العَفاءُ فإنَّكم ... ثَلَّثتُم العَنْقاءَ والغِيلانا (?)