الوجه السادس والثمانون: أن كمال الإنسان إنما ينال بالعلم ورعايته والقيام بموجبه

فلمَّا تلاقينا وعايَنْتُ حُسْنها ... تيقَّنتُ أني إنما كنتُ ألعبُ (?)

فالمكارمُ مَنُوطةٌ بالمكاره، والسعادةُ لا يُعْبَرُ إليها إلا على جسر المشقّة، ولا تُقْطَعُ مسافتُها إلا في سفينة الجدِّ والاجتهاد.

قال مسلمٌ في "صحيحه" (?): "قال يحيى بن أبي كثير: لا يُنالُ العلمُ براحة الجسم".

وقد قيل: "من طلبَ الراحةَ تركَ الراحة" (?).

فيا وَصْلَ الحبيب أمَا إليه ... بغيرِ مشقَّةٍ أبدًا طريقُ (?)

ولولا جهلُ الأكثرين بحلاوة هذه اللذَّة وعِظَم قدرها لتَجالدوا عليها بالسيوف، ولكن حُفَّت بحجابٍ من المكاره، وحُجِبوا عنها بحجابٍ من الجهل؛ ليختصَّ اللهُ بها من يشاء من عباده، والله ذو الفضل العظيم.

الوجه السادس والثمانون: أنَّ اللهَ سبحانه خلقَ الموجودات، وجَعَل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015