الوجه السادس والأربعون: قوله صلى الله عليه وسلم: فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم

آتاه اللهُ مالًا فسلَّطه على هَلَكَتِه في الحقِّ، ورجل آتاه اللهُ الحكمة فهو يقضي بها ويعلِّمها" (?).

فأخبرَ -صلى الله عليه وسلم-أنه لا ينبغي لأحدٍ أن يحسدَ أحدًا- يعني: حسدَ غِبْطة- ويتمنَّى مثلَ حاله من غير أن يتمنَّى زوال نعمة الله عنه = إلا في واحدةٍ من هاتين الخصلتين، وهي الإحسانُ إلى الناس بعلمه، أو بماله. وما عدا هذين فلا ينبغي غبطتُه ولا تمنِّي مثل حاله؛ لقلَّة منفعة الناس به.

الوجه السادس والأربعون: قال الترمذي: "حدثنا محمد بن عبد الأعلى: حدثنا سلمةُ بن رجاء: حدثنا الوليدُ بن جميل: حدثنا القاسم، عن أبي أمامة الباهليِّ قال: ذُكِرَ لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-رجلان، أحدُهما عابد، والآخرُ عالم، فقال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: "فضلُ العالم على العابد كفضلي على أدناكم"، ثم قال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: "إن اللهَ وملائكتَه وأهلَ السموات والأرض، حتى النملة في جُحْرها، وحتى الحوتَ في بَحْره، ليصلُّون على معلِّم الناس الخير" (?).

قال الترمذي: "وهذا حديثٌ حسنٌ غريب، سمعتُ أبا عمار الحسين بن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015