عليه لجالدونا عليه بالسُّيوف".
ويقول الآخر (?): "إنه لتمرُّ بالقلب أوقاتٌ يرقصُ فيها طربًا".
وقال بعضُ العارفين (?): "إنه لتمرُّ بي أوقاتٌ، أقولُ فيها: إن كان أهلُ الجنة في مثل هذا إنهم لفي عيشٍ طيِّب" (?).
ومن تأمَّل قول النبي - صلى الله عليه وسلم - لمَّا نهاهم عن الوِصَال، فقالوا: إنك تُواصِل فقال: "إني لستُ كهيئتكم، إني أظلُّ عند ربي يطعمني ويسقيني" (?)؛ عَلِمَ أنَّ هذا طعامُ الأرواح وشرابها، وما يفيضُ عليها من أنواع البهجة واللذَّة والسرور والنعيم الذي رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - في الذروة العليا منه، وغيرُه إذا تعلَّق بغباره رأى مُلْكَ الدُّنيا ونعيمَها بالنسبة إليه هباءً منثورًا، بل باطلًا وغرورًا.
وغَلِط من قال: إنه كان يأكلُ ويشربُ طعامًا وشرابًا يغتذي به بدنُه؛ لوجوه (?):
أحدُها: أنه قال: "أظلُّ عند ربي يطعمني ويسقيني"، ولو كان أكلًا وشربًا لم يكن وصالًا ولا صومًا.