أبيه، أنه كان يَعْجَبُ ممَّن يصدِّقُ بالطِّيَرة، ويعيبُها أشدَّ العيب، وقال: فَرَقَت لنا ناقةٌ وأنا بالطَّفِّ (?)، فركبتُ في إثرها، فلقيني هانئ بن عبيد من بني وائل وهو مسرع، وهو يقول:
*والشرُّ يُلْقَى مطالعَ الأكَم* (?)
ثمَّ لقيني آخرُ من الحيِّ، وهو يقول:
ولئن بَغَيْتُ (?) لهم بُغا ... ةً ما البُغاةُ بواجِدينا (?)
ثمَّ دفَعنا إلى غلامٍ قد وقعَ في صغره في نار، فأحرقَته، فقبُح وجهُه (?) وفَسَد، فقلتُ له: هل ذكرتَ من ناقةٍ فارِق؟ قال: هاهنا أهلُ بيتٍ من الأعراب، فانظُر، فنظرتُ فإذا هي عندهم وقد أنتجَت، فأخذناها وولدَها.
قال أبو محمد: الفارِق: التي حَمَلَت ففارقَت صواحبَها.