وقال آخر (?):
وما أنا ممَّن يزجرُ الطَّيرَ همُّه ... أطارَ غُرابٌ (?) أم تعرَّض ثعلبُ
ولا السانحاتُ البارحاتُ عشيَّةً ... أمَرَّ سليمُ القَرنِ (?) أم مرَّ أعضَبُ
وقال آخرُ (?) يمدحُ منكِرها:
وليس بهيَّابٍ إذا شدَّ رحلَه ... يقولُ: عَدَاني اليومَ واقٍ وحاتمُ
ولكنَّه يمضي على ذاك مُقْدِمًا ... إذا صدَّ عن تلك الهَنَاتِ الخُثَارِم
يعني بالواقِ: الصُّرَد، وبالحاتم: الغُراب؛ سمَّوه حاتمًا كأنه عندهم (?) يَحتِمُ بالفراق. والخُثَارِم: العاجز، الضعيف الرَّأي، المتطيِّر.
وقد شفى النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - أمَّته في الطِّيَرة حيث سئل عنها، فقال: "ذاك شيءٌ يجدُه أحدُكم فلا يَصُدَّنَّه" (?).
وفي أثرٍ آخر: "إذا تطيَّرتَ فلا ترجع" (?)، أي: امضِ لما قصَدتَ له ولا