إمامًا لأهل هذا الفن، إليه يلجؤون، وعليه يعوِّلون، وبه يحتجُّون، ويقولون: شهرةُ مصنِّفه وجلالتُه وعلمُه وفضلُه لا تُنكَرُ ولا تُجْحَد.

وفي هذا الكتاب من مخاطبة الشَّمس والقمر والكواكب بالخطاب الذي لا يليقُ إلا بالله عز وجلَّ ولا ينبغي لأحد سواه، ومن الخضوع والذُّل والعبادة التي لم يكن عُبَّادُ الأصنام يبلغونها من آلهتهم (?).

فيا لله! أتجعلُ (?) قوله تعالى: {فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ (15) الْجَوَارِ الْكُنَّسِ (16)} دليلًا على هذا ومقدمة له في أول الكتاب؟ !

فإن كان الإقسامُ بها دليلأ على تأثيراتها في العالم -كما يقولون- فينبغي أن يكون سائرُ ما أُقسِمَ به كذلك، وإن لم يكن القسمُ دليلًا بطلَ الاستدلالُ به.

* وأمَّا قوله تعالى: {فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ (75)} [الواقعة: 75]، ففيها قولان:

أحدهما: أنها النجومُ المعروفة.

وعلى هذا ففي مواقِعها أقوال:

أحدها: أنه انكدارُها وانتثارُها يومَ القيامة. وهذا قولُ الحسن (?).

والمنجِّمون يكذِّبون بهذا ولا يقرُّون به.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015