قالوا (?): وقد جاء في بعض الأخبار أنَّ جنة آدم كانت بأرض الهند (?).

قالوا: وهذا وإن كان لا يصحِّحه رواةُ الأخبار ونقلة الآثار، فالذي تقبلُه الألبابُ ويشهدُ له ظاهرُ الكتاب أنَّ جنة آدم ليست جنةَ الخلد ولا دارَ البقاء، وكيف يجوزُ أن يكون اللهُ أسكنَ آدمَ جنةَ الخلد ليكون فيها من الخالدين، وهو القائل للملائكة: {إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً}؟ !

وكيف أخبَر الملائكةَ أنه يريدُ أن يجعل في الأرض خليفة، ثم يُسْكِنُه دارَ الخلود، ودارُ الخلود لا يدخلُها إلا من يخلُد فيها، كما سُمِّيت بدار الخلود؟ ! (?)

فقد سمَّاها الله بالأسماء التي تقدَّم ذِكْرُنا لها (?) تسميةً مطلقةً لا خصوص فيها، فإذا قيل للجنة: "دار الخُلد" لم يَجُزْ أن يُنْقَض مسمَّى هذا الاسم بحال.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015