في ذلك كلِّه بالذَّات.
وكأنه لا خلافَ بين الطائفتين؛ فإنَّ الذين قالوا: "فعلُها في النفوس" لا يُضِيفون انفعالَ الأبدان إلى غيرها بذاتها، بل إليها بوسائط (?).
قال: "واختلفَ رؤساؤهم بَطْليموس ودورسوس (?) وأنطيقوس (?) ورِيمُس (?) وغيرُهم من علماء الروم والهند وبابل في الحُدود وغيرها، وتضادُّوا في المواضع التي يأخذون منها دليلَهم؛ فبعضهم يُغَلِّبُ ربَّ بيت الطَّالع، وبعضهم يقول بالدليل المستولي على الحظوظ.
واختلفوا؛ فزعَم بَطْليموس أنه (?) يعلمُ سهمَ السعادة، بأن يأخذَ أبدًا العددَ الذي يحصلُ من موضع الشَّمس إلى موضع القمر، ويبتدئ من الطَّالع فيرصدَ منه مثل ذلك العدد، ويأخذَ إلى الجهة التي تتلو من البروج؛ فيكون قد عرفَ موضعَ السَّهم.
وزعَم غيرُه أنه يَعُدُّ من الشَّمس، ثمَّ يبتدئ من الطَّالع فيَعُدُّ مثلَ ذلك إلى الجهة المتقدِّمة من البروج".
قلت: وزعم آخرون أن بَطْليموس يرى أنَّ جميعَ ما يكونُ ويفسُد إنما