تُوفِّيت والدة الأمير علي بن تميم صاحب المهديَّة (?)، وكان قد وافقَ موتهُا إخبارَ بعض المنجِّمين بذلك قبل وقوعه، فعَمِل أميَّةُ قصيدةً يرثيها بها، وهي من مستحسَن شعره (?)، فقال فيها:

وراعَك قولٌ للمنجِّم مُوهِمٌ ... ومن يعتَمِدْ (?) زَرْقَ المنجِّمِ يُوهَمِ

فواعجبًا يَهْذِي المنجِّم دهرَه ... ويكذبُ إلا فيكِ قولُ المنجِّمِ

وكان المذكورُ رأسًا في الصِّناعة، وقد اعترفَ بأنَّ المنجِّمَ كذَّابٌ صاحبُ زَرْقٍ وهذَيان.

ثمَّ حدثت طائفةٌ أخرى بالمغرب، منهم: أبو إسحاق الزَّرقال (?)، وأصحابُه، وهو بعد أبي الصَّلت بنحو من مئة عام (?)، وقد خالفَ الأوائلَ والأواخرَ في الصِّناعتين: الرَّصَديَّة والأحكاميَّة، فأسقَط من الرَّصَد المُمْتَحن المأمونيِّ في البروج درجات، ومن الرَّصَد الحاكميِّ دقائق، وسلكَ في الأحكام طرقًا غير الطُّرق المعهودة عند القوم، وزعَم أنَّ عليها

طور بواسطة نورين ميديا © 2015