الخلاف في الجنة التي أسكنها آدم

منها، فلك خلقتُها، فإني أنا الغنيُّ عنها وعن كلِّ شيء، وأنا الجوادُ الكريم، وأنا لا أتمتَّع فيها؛ فإني أُطْعِمُ ولا أُطْعَم، وأنا الغنيُّ الحميد، ولكن انزِل إلى دار البَذْر، فإذا بذَرْتَ فاستوى الزَّرعُ على سُوقه وصار حَصيدًا، فحينئذٍ فتعال فاسْتَوْفِه (?) أحوجَ ما أنت إليه، الحبة (?) بعشر أمثالها، إلى سبع مئة ضعف، إلى أضعافٍ كثيرة، فإني أعلمُ بمصلحتك منك، وأنا العليمُ الحكيم.

فإن قيل: ما ذكرتموه من هذه الوجوه وأمثالها إنما يتمُّ إذا قلتم (?): إنَّ الجنة التي أُسْكِنَها آدمُ وأُهْبِط منها جنةُ الخلد التي أُعِدَّت للمتقين المؤمنين يوم القيامة، وحينئذٍ يظهرُ سرُّ إهباطه (?) وإخراجه منها. ولكن قد قالت طائفةٌ - منهم أبو مسلم (?)، ومنذرُ بن سعيد البلُّوطي (?)، وغيرهما-: إنها

طور بواسطة نورين ميديا © 2015