وانظُر إلى اتفاقهم على أنَّ الكواكب إذا اجتمعَت في برج الميزان حصل هذا الطُّوفانُ الهوائيُّ، واتفاقُهم على اجتماعها فيه في ذلك الوقت، ولم يقَع ذلك الطُّوفان!
ومن ذلك: اتفاقُهم في الدولة الصَّلاحيَّة (?) بحكم زُحَل والدالي (?)، أنَّ مدينةَ الإسكندريَّة لا يموتُ فيها من الغُزِّ (?) والي، فلمَّا مات بها الملكُ المعظَّمُ شمسُ الدولة تورانشاه بن أيوب بن شاذي سنة خمس وسبعين وخمس مئة، ثمَّ واليها فخرُ الدِّين قَرَاجَا بن عبد الله سنة تسع وثمانين وخمس مئة، ثمَّ واليها سعدُ الدِّين سودكين (?) بن عبد الله سنة خمس وستِّ مئة = انخرمت هذه القاعدةُ أصلًا، وبطَل قولهُم فرعًا وأصلًا، حتى قال بعضُ شعراء ذلك العصر عند موت الأمير فخر الدِّين:
وقضى كُلُوحُ الثَّغر عند مماته ... أنَّ المنجِّمَ كاذبٌ لا يَصدُقُ
لو كان فيهِ لا يموتُ مُؤَمَّرٌ ... أودى (?) وفخرُ الدِّين حيٌّ يُرْزَقُ
ومن ذلك: اجتماعُهم في سنة خمس عشرة وستِّ مئة لما نزل الفِرنْجُ على دمياط، على أنهم لا بدَّ أن يغلبوا على البلاد، فيتملَّكوا ما بأرض مصر مِن رقاب العباد، وأنهم لا تدورُ عليهم الدَّائرةُ إلا إذا قام قائمُ الزَّمان (?)،