فوائد ومواعظ

اعلم يا أخي أن الناس عند الموت ثلاثة أقسام: الأول: ذو بصيرة علم أن الإنسان وإن طال عمره في الدنيا فهو كخطفة برق لمعت في السماء ثم عادت للاختفاء.

فلا يثقل على العاقل اللبيب الخروج من الدنيا إلا بقدر ما يفوته من خدمة ربه عز وجل، والازدياد من ما يقربه إليه، والاشفاق مما يقول أو يقال له.

كما قال بعضهم لما قيل له لم تجزع قال: لأني أسلك طريقا لم أعهده وأقدم على ربي جل وعلا ولا أدري ماأقول وما يقال لي.

ومثل هذا الشخص لا ينفر من الموت بل إذا عجز عن العبادة ربما أشتاق إليه.

وقال بعضهم في مناجاته: إلهي إن سألتك الحياة في دار الممات فقد رغبت في البعد عنك، وزهدت في القرب منك.

فقد قال نبيك وصفيك - صلى الله عليه وسلم - "من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه".

الثاني: رجل رديء البصيرة متلطخ السريرة منهمك في الدنيا منكر للبعث، قد رضي بالحياة الدنيا واطمأن بها ويئس من الآخرة.

فهذا مصيره كما ذكره الله: {إن الذين لا يرجون لقاءنا ورضوا بالحياة الدنيا واطمأنوا بها والذين هم عن آياتنا غافلون أولئك مأواهم النار بما كانوا يكسبون} .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015