والملائكة وقوف بين يدي الجبار ينتظرون أمره في الأخيار والأشرار، ثم مثلوا هذا في نفوسهم وجعلوه نصب أعينهم.

وقال: سقم الجسد في الأوجاع، وسقم القلوب في الذنوب، فكما لا يجد الجسد لذة الطعام عند سقمه، كذلك لا يجد القلب حلاوة العبادة مع الذنوب.

وقال: من لم يعرف قدر النعم، سلبهامن حيث لا يعلم. ما خلع الله على عبد خلعة أحسن ولا أشرف من العقل ولا قلده قلادة أجمل من العلم ولا زينة بزينة أفضل من الحلم وكمال ذلك التقوى.

وقال آخر: أدركت أقواما يستحيون من الله في سواد الليل من طول الهجعة إنما هو على الجنب فإذا تحرك قال لنفسه: ليس لك قومي خذي حظك من الآخرة.

وقال أبو هاشم الزاهد: إن الله عز وجل وسم الدنيا بالوحشة ليكن أنس المريدين به دونها، وليقبل المطيعون له بالإعراض عنها، وأهل المعرفة بالله فيها مستوحشون، وإلى الآخرة مشتاقون.

ونظر أبوهاشم إلى شريك القاضي يخرج من دار يحي بن خالد فبكى، وقال: أعوذ بالله من علم لا ينفع.

وقال أسود بن سالم: ركعتان أصليهما أحب إلي من الجنة بما فيها فقيل له هذا خطأ.

فقال: دعونا من كلامكم رأيت الجنة رضا نفسي، وركعتين أصليهما رضا ربي، ورضاء ربي أحبي إلي من رضا نفسي، تأمل ياأخي دقة هذا الفهم لله دره.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015