بشيء، ولنهر داعية بشيء وهذا شيء لا عبرة به في الشرع؛ وانفصل المجدلس على هذا.
ثم في آخر النهار وقفوا للنائب بدار النيابة، وحضر الحنبلي المذكور والمالكي، ولم يدركهم الحنفي، وتقاولوا؛ وساعد القاضي برهان الدين بن القطب الحنفي، فأشار النائب بأن يسد ويحضر هؤلاء بينة؛ وهؤلاء بينة، وينظر في البينتين؛ وممن شهد لأهل داعية الشيخ إبراهيم الأقباعي، والمعلم القابوني الحريري، وشمس الدين نقيب الأقباعي، والفقيه الدباغ، وغيرهم؛ والذي يظهر أن الحق مترجح في جهة أهل داعية، غير أن المنيحة والبلاط لهم جاه أمير كبير أزبك والكافلي.
وفي يوم الاثنين تاسعه سافر الجماعة لملتقى القاضي الشافعي ابن الفرفور، ووصلوا لسعسع، ولم يتأخر أحد سوى مولانا الشيخ ثبته الله تعالى، ورجع الملاقون إلا الخطيب والبصروي؛ ونزل يوم الجمعة القبة.
وفي يوم السبت رابع عشره دخل القاضي الشافعي بالخلعة ونزل النيابة، ثم ركب للجامع الأموي، وقرئ توقيعه على العادة، قرأه حافظ الدين، وما فيه زيادة، وإنما هو على عادة من تقدمه، ومعه نظر الجيش أيضاً؛ ولم ينزل معه أحد من الترك للجامع لقراءة التوقيع، ثم ركب إلى بيته، وركب معه الجماعة، ومد مدة ببيته بالبحرة، ثم سلم عليه مولانا الشيخ ببيته بعد ذلك؛ وطبخت المدة ببيت ابن سليم تجاه بيته ابن سليم تجاه بيته، خلف حائط خلاوي البادرائية الغربي، فتعلقت النار بالأكانين، وحفر طاقة، فعدت لخلوة زين الدين بن قداح، وطفئت النار ولله الحمد، وهو المسلم.
وفي يوم الأحد خامس عشره كان أول السنبلة في دمشق.
وفي يوم الاثنين سادس عشره قدم ابن شاد بك مرسوم السلطان بسبب السكر الطرح، ومما فيه: أن الرعية رفعت إلينا أنه طرح السكر بمبلغ ثلاثين درهماً الرطل، وحصل لهم الضرر الزائد، ومرسومنا بأن يجمع المعلمين والسماسرة، ويقوم بحيث لا يحصل الحيف على الرعية والديوان؛ وهذا بالنسبة من السلطان إنصاف، وقال الكافلي في المجلس: ينسبونني إلى مساعدة الرعية؛ يعني ابن شاد بك.
وفي يوم الأربعاء ثالث عشره سافر الأسرى الذين من طرابلس مسلحين منفكين مجبوري الخاطر، أدام الله النفع لمن كان السبب في ذلك، ونفع ببركة علومه وأثاب المعطين الثواب الجزيل؛ وسافر معهم الشيخ عبد الرحمن الحمصاني قاصد مولانا الشيخ إلى طرابلس، والأمير أزبك الظاهري أحد الأمراء بطرابلس، وهو إنسان مليح فيه الخير بالنسبة إلى أبناء جنسه.