والانفعال والاستجابة، لأن ما بعدها إما أمر للتنفيذ، أو نهى عن محظور، أو عتاب وتذكير، أو توجيه إلى خير وهدى ..
17 - التخلى عن موانع الفهم لآيات القرآن، وحجب التدبر لها، ومن هذه الموانع والحجب، نقيض الآداب والقواعد التى سبق إيرادها، لأن التلبس بضدها هو حائل يحول بين القارئ وبين القرآن، وحجاب ساتر سميك يستر عنه أنوار القرآن وهداه .. كذلك من موانع وحجب الفهم والتدبر عدم ملاحظة ومراعاة المفاتيح التى سنوردها فى المباحث القادمة بعون الله ..
18 - وعلى المستمع للقرآن والمتدبر لما يسمع منه، سواء كان يسمع قراءة قارئ آخر بجانبه، أو يسمعه من قارئ فى الإذاعة أو شريط مسجل، عليه أن يلاحظ الآداب السابقة كلها، وأن يزيد عليها حسن السماع، وحسن الإنصات، وحسن التدبر وحسن التلقى، وأن لا يفتح للتلاوة أذنيه فقط، بل يفتح لها كل نوافذ التلقى والاستجابة والانفعال فى كيانه ومشاعره وأحاسيسه، وأن يلتزم فى سماعه واستماعه التوجيه الربانى الراشد فى كتابه الكريم: وَإِذا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (204) [الإسراء: 204].
ولا يليق بهذا المستمع للقرآن أن يفتح الراديو أو المسجل على قارئ للقرآن وينصرف عنه، ويتشاغل بأشغال أو أحاديث جانبية، وإن اضطر إليها فليغلق الراديو أو المسجل على أن يعود إليه بعد ما ينتهى من عمله .. وليس من اللائق أن يغلق الراديو والقارئ ما زال يقرأ، بل ينتظر إلى أن يسكت.