إقبال المضطر، أو الغريق الطالب النجاة، والتبرّؤ من كل حول أو قوة، أو علم وعقل وفهم وفطنة، والاعتقاد الجازم بأن كل هذا لا نفع له إذا لم يمنّ الله على صاحبه التدبر والفهم والتأثر والالتزام.
8 - الاستعاذة والبسملة. تنفيذا لتوجيهات القرآن للقارئين، كما فى قوله تعالى: فَإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ (98) [النحل: 98]، وعليه أن يعيش معنى الاستعاذة، وأن يتدبرها، وأن يكون صادقا بكيانه كله فى نطقها، لتتحقق الاستعاذة المطلقة بالله سبحانه، وذلك حتى يعيذه الله ويبعد عنه كيد الشيطان، وذلك لأن الله وعد المؤمن إذا استعاذ بالله من الشيطان- إنسيا أو جنيا- فإنه يعيذه ويبعده عنه: وَإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجاباً مَسْتُوراً (45) وَجَعَلْنا عَلى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذانِهِمْ وَقْراً وَإِذا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلى أَدْبارِهِمْ نُفُوراً (46) [الإسراء: 45 - 46].
أما البسملة فيأتى بها عند ما يقرأ السورة من أولها- باستثناء سورة براءة- ويندب له أن يأتى بها عند قراءته من وسط السورة، ويندب له أن يأتى بها إذا قطع تلاوته لعارض ثم عاد إليها. والإتيان بالبسملة من باب التبرك والتيمن بذكر اسم الله، واستدرار فيوضاته وبركاته ورحماته سبحانه.
9 - تفريغ النفس من شواغلها، وقضاء حاجاتها، وتلبية طلباتها قبل الإقبال على القراءة، وذلك لأن الحاجات تبقى تلح على النفس وتخايل لها، وبذلك تحجب القلب عن التدبر والوعى والتلقى .. فلا يكون قارئ القرآن- أثناء قراءته- جائعا أو عطشا، أو مهموما قلقا مضطربا، أو يعيش فى برد شديد أو حر مؤذ، أو جالسا فى مكان عام ينظر فيه للغادين والرائحين وينشغل بهم، أو جالسا أمام التلفاز عينه فى القرآن وأذنه تسمع التلفاز، أو منتظرا تقديم الطعام ونفسه وأحاسيسه مشغولة باستقباله.