للمضموم بعضها إلى بعض باللفظ، فالأصل فى الكتابة النظم بالخط، لكن يستعار كل واحد للآخر، ولهذا سمى كلام الله- وإن لم يكتب- كتابا (المفردات: 423).
ونحن نرى كلمات وآيات القرآن مضمومة إلى بعضها ضما متناسقا متماسكا معجزا، وكل من قرأ فى القرآن وسمع آيات منه، أو كتب ألفاظا وكلمات منه يلحظ معنى الضم فى كل ذلك ..
وتبدو هناك حكمة أخرى من تسمية كلام الله بهذين الاسمين: القرآن والكتاب، وقد أورد هذه الحكمة العلامة الدكتور محمد عبد الله دراز فى كتابه القيم «النبأ العظيم»، وخلاصتها: أن الله أراد من هذين الاسمين أن يتحقق الجمع الوثيق لكلامه، وأن يوجد الحفظ التام المطلق لكل سوره وآياته وكلماته وحروفه، وأن لا يرد على النفس المسلمة احتمال ولو يسيرا عن تعرض شيء منها للتحريف أو الضياع أو النقصان .. ولذلك تم حفظ القرآن بوسيلتين عمليتين، هما القمة فى وسائل الحفظ والتوثيق:
وسيلة القراءة، ووسيلة الكتابة: «فلا يقبل القرآن المقروء ما لم يعرض على المصحف العثمانى المكتوب ويتفق معه، ولا يقبل المكتوب ما لم يتفق مع تعليم الرسول عليه الصلاة والسلام أصحابه للقرآن، وإقرائهم له وقراءته له أمامهم» .. [انظر النبأ العظيم: 7 - 9].
هذا الكتاب الذى أنزله الله هو حق لا ريب فيه، وهو هدى للمتقين.
قال تعالى: الم (1) ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ (2) [البقرة:
1 - 2].
وهو كتاب حكيم كما أنه قرآن حكيم .. الر تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْحَكِيمِ (1) [يونس: 10]، وقد أحكمت آياته ثم فصلت ووضحت