الْبَاب الثَّامِن
من الْكتاب
فِي ذكر أُمُور كُلية يتَخَرَّج عَلَيْهَا مَالا ينْحَصر من الصُّور الْجُزْئِيَّة
وَهِي إِحْدَى عشرَة قَاعِدَة
الْقَاعِدَة الأولى
قد يعْطى الشَّيْء حكم مَا أشبهه فِي مَعْنَاهُ أَو فِي لَفظه أَو فيهمَا
1 - فَأَما الأول فَلهُ صور كَثِيرَة
إِحْدَاهَا دُخُول الْبَاء فِي خبر أَن فِي قَوْله تَعَالَى {أَو لم يرَوا أَن الله الَّذِي خلق السَّمَاوَات وَالْأَرْض وَلم يعي بخلقهن بِقَادِر} لِأَنَّهُ فِي معنى أَو لَيْسَ الله بِقَادِر وَالَّذِي سهل ذَلِك التَّقْدِير تبَاعد مَا بَينهمَا وَلِهَذَا لم تدخل فِي {أولم يرَوا أَن الله الَّذِي خلق السَّمَاوَات وَالْأَرْض قَادر على أَن يخلق مثلهم}
وَمثله إِدْخَال الْبَاء فِي {كفى بِاللَّه شَهِيدا} لما دخله من معنى اكتف بِاللَّه شَهِيدا بِخِلَاف قَوْله
1135 - (قَلِيل مِنْك يَكْفِينِي وَلَكِن ... )