مثله فِي هَذِه الْمقَالة فَدلَّ على مخالفتها لَهما فَتكون صدقا وَلَا يرد ذَلِك بقوله تَعَالَى {مَا يعلمهُمْ إِلَّا قَلِيل} لِأَنَّهُ يُمكن أَن يكون المُرَاد مَا يعلم عدتهمْ أَو قصتهم قبل أَن نتلوها عَلَيْك إِلَّا قَلِيل من أهل الْكتاب الَّذين عرفوه من الْكتب وَكَلَام الزَّمَخْشَرِيّ يَقْتَضِي أَن الْقَلِيل هم الَّذين قَالُوا سَبْعَة فيندفع الاشكال أَيْضا وَلكنه خلاف الظَّاهِر وَقيل هِيَ وَاو الْحَال أَو الْوَاو الدَّاخِلَة على الْجُمْلَة الْمَوْصُوف بهَا لتأكيد لصوق الِاسْم بِالصّفةِ كمررت بِرَجُل وَمَعَهُ سيف فَأَما الْوَاو الأولى فَلَا حَقِيقَة لَهَا وَأما وَاو الْحَال فَأَيْنَ عَامل الْحَال إِن قدرت هم ثَلَاثَة أَو هَؤُلَاءِ ثَلَاثَة فَإِن قيل على التَّقْدِير الثَّانِي هُوَ من بَاب {وَهَذَا بعلي شَيخا} قُلْنَا الْعَامِل الْمَعْنَوِيّ لَا يحذف
12 - الثَّانِي عشر قَوْلهم الْمُؤَنَّث الْمجَازِي يجوز مَعَه التَّذْكِير والتأنيث وَهَذَا يتداوله الْفُقَهَاء فِي محاوراتهم وَالصَّوَاب تَقْيِيده بالمسند إِلَى الْمُؤَنَّث الْمجَازِي وبكون الْمسند فعلا أَو شبهه وبكون الْمُؤَنَّث ظَاهرا وَذَلِكَ نَحْو طلع الشَّمْس ويطلع الشَّمْس وأطالع الشَّمْس وَلَا يجوز هَذَا الشَّمْس وَلَا هُوَ الشَّمْس وَلَا الشَّمْس هَذَا أَو هُوَ وَلَا يجوز فِي غير ضَرُورَة الشَّمْس طلع خلافًا لِابْنِ كيسَان وَاحْتج بقوله
1115 - ( ... وَلَا أَرض أبقل إبقالها)
قَالَ وَلَيْسَ بضرورة لتمكنه من أَن يكون أبقلت ابقالها بِالنَّقْلِ ورد بِأَنا لَا نسلم أَن هَذَا الشَّاعِر مِمَّن لغته تَخْفيف الْهمزَة بِنَقْل أَو غَيره