تَنْبِيه

الْحَذف الَّذِي يلْزم النَّحْوِيّ النّظر فِيهِ هُوَ مَا اقتضته الصِّنَاعَة وَذَلِكَ بِأَن يجد خَبرا بِدُونِ مُبْتَدأ أَو بِالْعَكْسِ أَو شرطا بِدُونِ جَزَاء أَو بِالْعَكْسِ أَو مَعْطُوفًا بِدُونِ مَعْطُوف عَلَيْهِ أَو مَعْمُولا بِدُونِ عَامل نَحْو {ليَقُولن الله} وَنَحْو {قَالُوا خيرا} وَنَحْو خير عافاك الله وَأما قَوْلهم فِي نَحْو {سرابيل تقيكم الْحر} إِن التَّقْدِير وَالْبرد وَنَحْو {وَتلك نعْمَة تمنها عَليّ أَن عبدت بني إِسْرَائِيل} إِن التَّقْدِير وَلم تعبدني ففضول فِي فن النَّحْو وَإِنَّمَا ذَلِك للمفسر وَكَذَا قَوْلهم يحذف الْفَاعِل لعظمته وحقارة الْمَفْعُول أَو بِالْعَكْسِ أَو للْجَهْل بِهِ أَو للخوف عَلَيْهِ أَو مِنْهُ وَنَحْو ذَلِك فَإِنَّهُ تطفل مِنْهُم على صناعَة الْبَيَان وَلم أذكر بعض ذَلِك فِي كتابي جَريا على عَادَتهم وَأنْشد متمثلا

(وَهل أَنا إِلَّا من غزيَّة إِن غوت ... غويت وَإِن ترشد غزيَّة أرشد)

بل لِأَنِّي وضعت الْكتاب لإِفَادَة متعاطي التَّفْسِير والعربية جَمِيعًا وَأما قَوْلهم فِي رَاكب النَّاقة طليحان إِنَّه على حذف عاطف ومعطوف أَي والناقة فلازم لَهُم ليطابق الْخَبَر الْمخبر عَنهُ وَقيل هُوَ على حذف مُضَاف أَي أحد طليحين وَهَذَا لَا يَتَأَتَّى فِي نَحْو غُلَام زيد ضربتهما

طور بواسطة نورين ميديا © 2015