{وكلا وعد الله الْحسنى}

و1035 - ( ... وَمَا شَيْء حميت بمستباح)

بَيَان مَكَان الْمُقدر

الْقيَاس أَن يقدر الشَّيْء فِي مَكَانَهُ الْأَصْلِيّ لِئَلَّا يُخَالف الأَصْل من وَجْهَيْن الْحَذف وَوضع الشَّيْء فِي غير مَحَله

فَيجب أَن يقدر الْمُفَسّر فِي نَحْو زيدا رَأَيْته مقدما عَلَيْهِ وَجوز البيانيون تَقْدِيره مُؤَخرا عَنهُ وَقَالُوا لِأَنَّهُ يُفِيد الِاخْتِصَاص حِينَئِذٍ وَلَيْسَ كَمَا توهموا وَإِنَّمَا يرتكب ذَلِك عِنْد تعذر الأَصْل أَو عِنْد اقْتِضَاء أَمر معنوي لذَلِك

فَالْأول نَحْو أَيهمْ رَأَيْته إِذْ لَا يعْمل فِي الِاسْتِفْهَام مَا قبله وَنَحْو {وَأما ثَمُود فهديناهم} فِيمَن نصب إِذْ لَا يَلِي أما فعل وَكُنَّا قدمنَا فِي نَحْو فِي الدَّار زيد أَن مُتَعَلق الظّرْف يقدر مُؤَخرا عَن زيد لِأَنَّهُ فِي الْحَقِيقَة الْخَبَر وأصل الْخَبَر أَن يتَأَخَّر عَن الْمُبْتَدَأ ثمَّ ظهر لنا أَنه يحْتَمل تَقْدِيره مقدما لمعارضة أصل آخر وَهُوَ أَنه عَامل فِي الظّرْف وأصل الْعَامِل أَن يتَقَدَّم على الْمَعْمُول اللَّهُمَّ إِلَّا أَن يقدر الْمُتَعَلّق فعلا فَيجب التَّأْخِير لِأَن الْخَبَر الْفعْلِيّ لَا يتَقَدَّم على الْمُبْتَدَأ فِي مثل هَذَا وَإِذا قلت إِن خَلفك زيدا وَجب تَأْخِير الْمُتَعَلّق فعلا كَانَ أَو أسما لِأَن مَرْفُوع إِن لَا يسْبق منصوبها وَإِذا قلت كَانَ خَلفك زيد جَازَ الْوَجْهَانِ وَلَو قدرته فعلا لِأَن خبر كَانَ يتَقَدَّم مَعَ كَونه فعلا على الصَّحِيح إِذْ لَا تَلْتَبِس الْجُمْلَة الاسمية بالفعليه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015