وَفِيه ثَلَاثَة أوجه
أَحدهَا أَن غير مُبْتَدأ لَا خبر لَهُ بل لما أضيف إِلَيْهِ مَرْفُوع يُغني عَن الْخَبَر وَذَلِكَ لِأَنَّهُ فِي معنى النَّفْي وَالْوَصْف بعده مخفوض لفظا وَهُوَ فِي قُوَّة الْمَرْفُوع بِالِابْتِدَاءِ فَكَأَنَّهُ قيل مَا مأسوف على زمن يَنْقَضِي مصاحبا للهم والحزن فَهُوَ نَظِير مَا مَضْرُوب الزيدان والنائب عَن الْفَاعِل الظّرْف قَالَه ابْن الشجري وَتَبعهُ ابْن مَالك
وَالثَّانِي أَن غير خبر مقدم وَالْأَصْل زمن يَنْقَضِي بالهم والحزن غير مأسوف عَلَيْهِ ثمَّ قدمت غير وَمَا بعْدهَا ثمَّ حذف زمن دون صفته فَعَاد الضَّمِير الْمَجْرُور بعلى على غير مَذْكُور فَأتى بِالِاسْمِ الظَّاهِر مَكَانَهُ قَالَه ابْن جني وَتَبعهُ ابْن الْحَاجِب
فَإِن قيل فِيهِ حذف الْمَوْصُوف مَعَ أَن الصّفة غير مُفْردَة وَهُوَ فِي مثل هَذَا مُمْتَنع
قُلْنَا فِي النثر وَهَذَا شعر فَيجوز فِيهِ كَقَوْلِه
287 - (أَنا ابْن جلا وطلاع الثنايا ... )
أَي أَنا ابْن رجل جلا الْأُمُور وَقَوله
288 - (ترمي بكفي ... كَانَ من أرمى الْبشر)
أَي بكفي رجل كَانَ
وَالثَّالِث أَنه خبر لمَحْذُوف ومأسوف مصدر جَاءَ على مفعول كالمعسور والميسور وَالْمرَاد بِهِ اسْم الْفَاعِل وَالْمعْنَى أَنا غير آسَف على زمن هَذِه صفته قَالَه ابْن الخشاب وَهُوَ ظَاهر التعسف