وتراخيه فِي الْإِعْجَاب وَظُهُور الْقُدْرَة لَا لترتيب الزَّمَان وتراخيه
الْخَامِس أَن ثمَّ لترتيب الْإِخْبَار لَا لترتيب الحكم وَأَنه يُقَال بَلغنِي مَا صنعت الْيَوْم ثمَّ مَا صنعت أمس أعجب أَي ثمَّ أخْبرك أَن الَّذِي صَنعته أمس أعجب
والأجوبة السَّابِقَة أَنْفَع من هَذَا الْجَواب لِأَنَّهَا تصحح التَّرْتِيب والمهلة وَهَذَا يصحح التَّرْتِيب فَقَط إِذْ لَا تراخي بَين الإخبارين وَلَكِن الْجَواب الْأَخير أَعم لِأَنَّهُ يَصح أَن يُجَاب بِهِ عَن الاية الْأَخِيرَة وَالْبَيْت
وَقد أُجِيب عَن الْآيَة الثَّانِيَة أَيْضا بِأَن {سوأة} عطف على الْجُمْلَة الأولى لَا الثَّانِيَة
وَأجَاب ابْن عُصْفُور عَن الْبَيْت بِأَن المُرَاد أَن الْجد أَتَاهُ السؤدد من قبل الْأَب وَالْأَب من قبل الابْن كَمَا قَالَ ابْن الرُّومِي
(قَالُوا أَبُو الصَّقْر من شَيبَان قلت لَهُم ... كلا لعمري وَلَكِن مِنْهُ شَيبَان)
(وَكم أَب قد علا بِابْن ذرا حسب ... كَمَا علت برَسُول الله عدنان)
وَأما المهلة فَزعم الْفراء أَنَّهَا قد تتخلف بِدَلِيل قَوْلك أعجبني مَا صنعت الْيَوْم ثمَّ مَا صنعت أمس أعجب لِأَن ثمَّ فِي ذَلِك لترتيب الْإِخْبَار وَلَا تراخي بَين الإخبارين وَجعل مِنْهُ ابْن مَالك {ثمَّ آتَيْنَا مُوسَى الْكتاب} الْآيَة وَقد مر الْبَحْث فِي ذَلِك وَالظَّاهِر أَنَّهَا وَاقعَة موقع الْفَاء فِي قَوْله
186 - (كهز الرديني تَحت العجاج ... جرى فِي الأنابيب ثمَّ اضْطربَ)