فأخرجت جنازته، وكثر بكاء الناس عليه، ودفن فى مقابر الخيزران. ويقال: ضيقوا عليه الأمر فى الطعام والشراب والحبس، ودسوا إليه فسموه وقتلوه. وقال يحيى بن النضر: لم يشك أن أبا حنيفة سقى السم فمات.

وعن أبى حسان الزيادى: لما أحس أبو حنيفة بالموت سجد، فخرجت نفسه وهو ساجد، وكان عمره يوم توفى سبعين سنة، وغسله الحسن بن عمارة، وهو من مشايخ أبى حنيفة، ومن كبار المحدثين، وكان يصب عليه الماء أبو رجاء عبد الله بن واقد الهروى إمام أهل هراة، وصلى عليه الحسن بن عمارة أيضًا، وصلى عليه يوم مات ست مرات؛ لكثرة الزحام، آخرهم عليه صلاة ابنه حماد، وجاء المنصور وصلى على قبره. ويقال: مكث الناس يصلون على قبره أكثر من عشرين يومًا، وبنى شرف الملك أبو سعد محمد ابن منصور الخوارزمى مستوفى مملكة السلطان ملكشاه السلجوقى على قبره قبة، وبنى عنده مدرسة كبيرة للحنفية، وذلك فى سنة تسع وخمسين وأربعمائة. ويقال: إن أبا سعد بناهما نيابة عن السلطان ألب أرسلان محمد، والد السلطان ملكشاه، وهو الظاهر، لأن العادة جرت أن النواب يباشرون عن ملوكهم، فنسب العمارة إليه بهذا الطريق. وقال أبو نصر: لم يكن لأبى حنيفة من الولد الذكران غير حماد، وكان لحماد من الأولاد أبو حبان، وإسماعيل، وعمر، وعثمان، وكان حماد يكنى بأبى إسماعيل، وإسماعيل هذا ولى القضاء بالبصرة للمأمون، وكان فقيهًا، محدثًا، ورعًا شديدًا على أهل الأهواز، رضى الله عنهم أجمعين.

2472 - النعمان بن راشد الجزرى: أبو إسحاق الرقى، مولى بنى أمية. روى عن زيد ابن أبى أنيسة، وعبد الله بن مسلم بن شهاب أخى الزهرى، وعبد الله بن أبى محذورة، والزهرى، وميمون بن مهران. روى عنه جرير بن حازم، وحماد بن زيد، وعبد الرحمن ابن ثابت بن ثوبان، وابن جريج، وهو من أقرانه، ووهيب بن خالد. وعن يحيى القطان: ضعيف جدًا. وعن أحمد: مضطرب الحديث، روى أحاديث مناكير. وعن يحيى: ضعيف. وعنه: ليس بشىء. وقال البخارى: فى حديثه وهم، وهو صدوق فى الأصل. وكذلك قال عبد الرحمن بن أبى حاتم، عن أبيه، وقال: أدخله البخارى فى كتاب الضعفاء، فسمعت أبى يقول: تحول منه. وقال النسائى: ضعيف كثير الغلط. وعنه:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015