ذلك عليه، فلما رأى أحمد أنه لا يلتئم له منه ما يحاوله منه، ألب عليه سفهاء أهل الأجناس ومن سواهم من العوام، وجعله لهم خصمًا، وكان يقعد له من يقيمه بين يديه مع من يخاصمه مقام الخصوم، فلا يأتى ذلك ويقوم بالحجة لنفسه، والمقصود حبسه أحمد، وكان حبسه إياه بالمرفق فى القماحين فى الدرب الذى كان على يمين من يريد المصلى القديم، ولم يزل فى الحبس حتى توفى أحمد بن طولون، وبقى فيها هو بعد ذلك حتى توفى فى الوقت الذى ذكرنا وفاته، فظن الناس أنه لا يتهيأ لأحد حضوره، وحضروا عند العصر، وكنت فيمن حضر، وكان معى يحيى بن عثمان بن صالح، فأخرجت جنازته بعد العصر، وأقبل الناس أكثر ما كانوا، وفيهم أصحاب أحمد بن طولون قد غطوا رءوسهم حتى لا يعرفوا، وزادت الجماعة من غير أن يرى فى الناس راكب واحد، فشهده أكثر ممن شهد العيد بوقار وسكينة، وصلى عليه فى المصلى الجديد، وكان الذى صلى عليه ابن أخيه محمد بن الحسن بن قتيبة. انتهى. وقبره قريب من قبر الشريف طباطبا مشهور هناك عند مصلى بنى مسكين على الطريق معروف باستجابة الدعاء عنده، ولم يخلف دينارًا، ولا درهمًا، ولا دارًا، ولا عقارًا، وكان عالمًا، زاهدًا، حدث بالكثير. وفى تاريخ قضاة مصر: ومدة ولايته أربع وعشرون سنة وستة أشهر وستة عشر يومًا.

228 - بكر بن إدريس بن الحجاج بن هارون: مولى حجر من الأزد، يكنى أبا القاسم، أحد مشايخ أبى جعفر الطحاوى الذى روى عنهم وكتب وحدث. قال أبو سعد بن يونس: يروى عن أبى عبد الرحمن المقرئ، وآدم بن أبى إياس، وغيرهما، وكان فقيهًا، توفى يوم الجمعة لست خلون من شعبان سنة سبع وستين ومائتين، حدثنا جميلة بن محمد بن كريز، ثنا بكر بن إدريس، ثنا المقرئ عبد الله بن يزيد، ثنا الإفريقى، ثنا مسلم بن يسار، عن سفيان بن وهب الخولانى، قال: كنت مع عمر، رضى الله عنه، بالشام، فسمعته يقول: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "كل مسكر حرام فدعوه".

229 - بكر بن الأسود: أبو عبيدة الناجى، روى عن الحسن البصرى، روى عنه وكيع بن الجراح، وهلال بن فياض، ذكره ابن أبى حاتم فى الجرح والتعديل، وقال: قرأ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015