أما فتوح الشام وفتوح العراق للواقدي، فقد فقدا ولم نعثر على أثر لهما، وما يتداوله الناس اليوم باسم «فتوح الشام» و «فتوح العراق» وغيرها، ليست له، إذ أنها متأخرة عنه [ (?) ] .
وقد نقل البلاذري فى كتابه فتوح البلدان كثيرا عن الواقدي، ولا عجب فى ذلك، فقد كان من تلاميذ ابن سعد كاتب الواقدي، وكذلك نجد كثيرا من هذه النقول عند الطبري وابن كثير. فالطبرى ينقل عن الواقدي تلك الأحداث التي وقعت فى النصف الثاني الهجري وهي الأحداث التي عاشها الواقدي [ (?) ] .
وابن كثير ينقل عن الواقدي أيضا الحوادث التاريخية التي وقعت سنة 64 هـ[ (?) ]
لعل وجود كتابين للواقدي، أحدهما فى مولد الحسن والحسين ومقتل الحسين، والآخر فى مقتل الحسين خاصة، يوهم أنه كان شيعيا، كما ذكر ابن النديم، منفردا بهذا الرأى دون غيره، حيث يقول: وكان يتشيع، حسن المذهب، يلزم التقية، وهو الذي روى أن عليا عليه السّلام كان من معجزات النبي صلّى الله عليه وسلم، كالعصا لموسى عليه السّلام، وإحياء الموتى لعيسى بن مريم عليه السّلام وغير ذلك من الأخبار [ (?) ] .
وقد نقل صاحب أعيان الشيعة هذا القول عن ابن النديم، مستدلا به على تشيعه، ومن ثم ترجم له [ (?) ] . وكذلك ذكره آغا بزرك الطهراني [ (?) ] ، حين تحدّث عن تاريخ الواقدي.