شريف. كأنها ملك على رأسه تاجه، وحواليه من الدوحات حشمه وأعلاجه عبادها يدها، وكهفها كفها، وزينتها زيانها، وعينها أعيانها. هواء المقصور بها فريد، وهواؤها الممدود صحيح عتيد، وماؤها برود صريد. حجبتها أيدى القدرة عن الجنوب، فلا نحول فيها ولا شحوب.
خزانة زرع، ومسرح ضرع. فواكهها عديدة الانواع، ومتاجرها فريدة الانتفاع، وبرانسها رقاق رفاع.
الا أنها بسبب حب الملوك «161» ، مطمعة للملوك، ومن أجل، مغلوبة للامرا. أهلها ليس عندهم «162» جمعها الصيد فى جوف الفرا الراحة، الا فيما قبضت عليه الراحة، ولا فلاحة، الا امن أقام رسم الفلاحة. ليس بها لسع العقارب، الا فيما بين الاقارب، ولا شطارة «163» الا فيمن ارتكب الخطارة «164»
ثم لما وصل الى هذا الحد، نظر الى حاج السوق «165» قد أفاض، ومزاده قد أعمل فيه الانفاض، وعلو الاصوات به قد صار الى الانخفاض، فقال: وجب اعتناء بالرحيل واهتمام، وكل شىء الى تمام. ومددت يدى الى الوعاء فخرقته، والى العين فأرقته، وقلت له: لاحكمنك من كرام بنى الاصفر، فى العدد الاوفر، ماثلة فى اللباس المزعفر، فلما خضب كفيه بحنائها، وحصلت النفس على استغنائها، استدنانى، وشبك بنانه ببنانى، وقال: لاحبط عملك، ولا خاب أملك، ولا عدم- المرعى الخصيب-