السلوك عند أهل السنة وقد تعارضت الأقوال في تحديد أبعاده يبن مرخص ومشدد وصنفت في هذا المجال كتب شتى وحواش وتعاليق على دواوين الحديث والفقه ولنضرب مثلًا بنظريتين أوردهما العلامة السيد أحمد سكيرج فقد ذكر "في كشف الحجاب" (ص 220 - 227) نقلًا عن الجواهر والجامع وصية ورد فيها:

"ولا تلتفتوا لما نقل عن السيد الحسن بن رحال في قوله كل عقدة لا يوجد فيها إلا من يعامل بالحرام فهي حلال فهو قول باطل لكونه تغافل عن ضبط القاعدة الشرعية .. ثم استشهد بأحاديث منها دع ما يريبك إلى ما لا يريبك .. إذا أمرتكم بشيء الخ.

أورد سكيرج (ص 304) في ترجمة سيدي محمَّد اكنسوس من أجوبته ما أجاب به بعض الشرفاء الأدارسة حول الأخذ بالورع في المأكول والمشروب والتحري من أكل الذبائح والفتوح والهدايا فذكر "أن المؤمن الموفق لا يضيق على نفسه في هذا الزمان لأنه إن فعل ذلك لا يجد مخرجًا ولا مهيعًا لفساد الزمان وغالب أهله بل الواجب على الإنسان اليوم إن وجد في المسألة وجهًا شرعيًا وقولًا لأحد الأئمة المقتدى بهم وأن ضعيفًا أن يعتمده ويكفيه حجة عند الله تعالى" إلى أن قال: وهذا الزمان هو الذي قال فيه سفيان الثوري رضي الله عنه إذا استهدفت لا شبهة فيه فتبقى جائعًا ولا عالمًا عاملًا فتبقى جاهلًا ولا صاحباً لا عيب فيه فتبقى بلا صاحب ولا عملًا لا رياء فيه فتبقى بلا عمل فهذه الأربعة لا تطلب في هذا الزمان وما ترك من الجهل شيئًا من أراد أن يظهر في الوقت غير ما أظهر الله فيه" الحمدلة وهي ذكر الحمد لله (راجع كتب العقيدة والتصوف) وقد ذكر محمَّد بن القاسم المراكشي صاحب الحلل البهجة في فتح البريجة وقد حضر فتحها إن السلطان سيدي محمَّد بن عبد الله أمر الطلبة بمراكش أن يذكروا "الحمد لله والشكر لله ما خاب عبد قصد مولاه" بعد رجوعه من الفتح، الإِعلام للمراكشي ج 5 ص 79_ 81).

وفي عام 561 هـ / 1165 م اختار الموحدون للعلامة المكتوبة بخط الخليفة "الحمد لله وحده" لما وقفوا عليه بخط المهدي في بعض مخاطباته،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015