ذِكْرُ النَّوْعِ الرَّابِعِ وَالْأَرْبَعِينَ مِنْ عُلُومِ الْحَدِيثِ هَذَا النَّوْعُ مِنْ هَذِهِ الْعُلُومِ مَعْرِفَةُ أَعْمَارِ الْمُحَدِّثِينَ مِنْ وِلَادَتِهِمْ إِلَى وَقْتِ وَفَاتِهِمْ، وَقَدِ اخْتَلَفَتِ الرِّوَايَاتُ فِي سَنِّ سَيِّدِنَا الْمُصْطَفَى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَمْ يَخْتَلِفُوا أَنَّهُ وُلِدَ عَامَ الْفِيلِ، وَأَنَّهُ بُعِثَ، وَهُوَ ابْنُ أَرْبَعِينَ سَنَةً، وَأَنَّهُ أَقَامَ بِالْمَدِينَةِ عَشْرًا، إِنَّمَا اخْتَلَفُوا فِي مَقَامِهِ بِمَكَّةَ بَعْدَ الْمَبْعَثِ، فَقَالُوا: عَشْرًا، وَقَالُوا: اثْنَيْ عَشْرَةَ، وَقَالُوا: ثَلَاثَ عَشْرَةَ، وَقَالُوا: خَمْسَ عَشْرَةَ، فَهَذِهِ نُكْتَةُ الْخِلَافِ فِي سِنِّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَمَّا أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَإِنَّهُ تُوُفِّيَ، وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ سَنَةً، وَذَلِكَ فِي جُمَادَى الْأُولَى سَنَةَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ، وَتُوُفِّيَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَهُوَ ابْنُ سِتِّينَ سَنَةً فِي أَكْثَرِ الْأَقَاوِيلِ، وَقِيلَ: خَمْسٍ وَخَمْسِينَ سَنَةً، وَقِيلَ: خَمْسٍ وَسِتِّينَ سَنَةً، وَلَمْ يَخْتَلِفُوا فِي وَقْتِ وَفَاتِهِ أَنَّهُ تُوُفِّيَ فِي ذِي الْحِجَّةِ، سَنَةَ ثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ، وَقُتِلَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ صَبْرًا فِي ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَلَاثِينَ، وَهُوَ يَوْمَئِذِ ابْنُ اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ سَنَةً