أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الصَّيْرَفِيُّ بِبَغْدَادَ، قَالَ: ثنا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْبَرَاءِ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمَّارٍ، قَالَ: ثنا سَالِمُ بْنُ نُوحٍ الْعَطَّارُ قَالَ: حَدَّثَنَا -[191]- الْجُرَيْرِيُّ قَالَ: ثنا أَبُو نَضْرَةَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «لَيَعُودَنَّ هَذَا الْأَمْرُ إِلَى الْمَدِينَةِ كَمَا بَدَأَ مِنْهَا حَتَّى لَا يَكُونَ إِيمَانٌ إِلَّا بِهَا، وَلَا يَتْرُكُ الْمَدِينَةَ رَجُلٌ رَغْبَةً عَنْهَا إِلَّا أَبْدَلَهَا اللَّهُ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنْهُ، وَلْيَسْمَعَنَّ أَقْوَامٌ بِرِيفٍ وَعَيْشٍ، فَيَأْتُونَهُ، وَالْمَدِينَةُ خَيْرٌ لَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ، لَا يَصْبِرُ عَلَى لَأْوَاءِ الْمَدِينَةِ أَحَدٌ إِلَّا كَانَ لَهُ أَجْرُ مُجَاهِدٍ» ذِكْرُ مَنْ سَكَنَ الْكُوفَةَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ، سَعِيدُ بْنُ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ، عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ، خَبَّابُ بْنُ الْأَرَتِّ، سَهْلُ بْنُ حُنَيْفٍ، أَبُو قَتَادَةَ بْنُ رِبْعِيٍّ، حُذَيْفَةُ بْنُ الْيَمَانِ، عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ، أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ، أَبُو مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِيُّ، الْبَرَاءُ بْنُ عَازِبٍ، عَبْدُ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ الْخَطْمِيُّ، النُّعْمَانُ بْنُ مُقَرِّنٍ، وَأَخُوهُ مَعْقِلُ بْنُ مُقَرِّنٍ، النُّعْمَانُ بْنُ بَشِيرٍ، الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ، جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيُّ، عَدِيُّ بْنُ حَاتِمٍ الطَّائِيُّ، عُرْوَةُ بْنُ مُضَرِّسٍ الطَّائِيُّ، عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي أَوْفَى، أَشْعَثُ بْنُ قَيْسٍ، جَابِرُ بْنُ سَمُرَةَ، حُذَيْفَةُ بْنُ أُسَيْدٍ الْغِفَارِيُّ، عَمْرُو بْنُ الْحَمِقِ، سُلَيْمَانُ بْنُ صُرَدٍ، وَائِلُ بْنُ حُجْرٍ، صَفْوَانُ بْنُ عَسَّالٍ، أُسَامَةُ بْنُ شَرِيكٍ، عَامِرُ بْنُ شَهْرٍ، عَرْفَجَةُ بْنُ شُرَيْحٍ، نَافِعُ بْنُ عُتْبَةَ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، ثَعْلَبَةُ بْنُ الْحَكَمِ، عُرْوَةُ الْبَارِقِيُّ، جُنْدُبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيُّ، سَمُرَةُ بْنُ جُنْدُبٍ، قُطْبَةُ بْنُ مَالِكٍ، حَبَشِيُّ بْنُ جُنَادَةَ، يَعْلَى بْنُ مُرَّةَ الثَّقَفِيُّ، عُمَارَةُ بْنُ رُوَيْبَةَ، طَارِقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُحَارِبِيُّ، خُزَيْمَةُ بْنُ ثَابِتٍ، بَشِيرُ بْنُ الْخَصَاصِيَةِ، قَيْسُ بْنُ أَبِي غَرَزَةَ، حَنْظَلَةُ الْكَاتِبُ، الْمُسْتَوْرِدُ بْنُ شَدَّادٍ، أَبُو الطُّفَيْلِ، أَبُو جُحَيْفَةَ، هَؤُلَاءِ أَكْثَرُهُمْ بِالْكُوفَةِ دُفِنُوا قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: قَدْ كُنْتُ دَخَلْتُ الْكُوفَةَ أَوَّلَ مَا دَخَلْتُهَا سَنَةَ إِحْدَى وَأَرْبَعِينَ، وَكَانَ أَبُو الْحَسَنِ بْنُ عُقْبَةَ الشَّيْبَانِيُّ، يَدُلُّنِي عَلَى مَسَاجِدِ الصَّحَابَةِ فَذَهَبْتُ إِلَى مَسَاجِدَ -[192]- كَثِيرَةٍ مِنْهَا، وَهِيَ إِذْ ذَاكَ عَامِرَةٌ، وَكُنَّا نَأْوِي إِلَى مَسْجِدِ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ فِي بَجِيلَةَ، ثُمَّ دَخَلْتُهَا سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ، وَمَسْجِدُ ابْنُ عُقْبَةَ قَدْ خَرِبَ، فَكَانَ أَبُو الْقَاسِمِ السَّكُونِيُّ يَأْخُذُ بِيَدِي فِي الْجَامِعِ فَيَدُورُ مَعِي عَلَى الْأُسْطُوَانَاتِ فَيَقُولُ: هَذِهِ أُسْطُوَانَةُ جَرِيرٍ، وَهَذِهِ أُسْطُوَانَةُ عَبْدِ اللَّهِ، وَهَذِهِ أُسْطُوَانَةُ الْبَرَاءِ، وَقَدْ عَرَفْتُ مِنْهَا مَا عَرَّفَنِيهِ ذَلِكَ الشَّيْخُ رَحْمَةُ اللَّهِ، وَمِمَّنْ نَزَلَ مَكَّةَ مِنَ الصَّحَابَةِ عَيَّاشٌ، وَعَبْدُ اللَّهِ ابْنَا أَبِي رَبِيعَةَ الْمَخْزُومِيَّانِ، وَالْحَارِثُ بْنُ هِشَامٍ، وَعِكْرِمَةُ بْنُ أَبِي جَهْلٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ السَّائِبِ الْمَخْزُومِيُّ، قَارِئُ الصَّحَابَةِ بِمَكَّةَ، وَعَتَّابُ بْنُ أُسَيْدٍ، وَكَانَ خَلِيفَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِهَا، وَأَخُوهُ خَالِدُ بْنُ أُسَيْدٍ، وَالْحَكَمُ بْنُ أَبِي الْعَاصِ، وَعُثْمَانُ بْنُ طَلْحَةَ، وَعُقْبَةُ بْنُ الْحَارِثِ، وَشَيْبَةُ بْنُ عُثْمَانَ الْحَجَبِيُّ، وَصَفْوَانُ بْنُ أُمَيَّةَ، وَأَبُو مَحْذُورَةَ، وَمُطِيعُ بْنُ الْأَسْوَدِ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُطِيعٍ، وَالْمُهَاجِرُ بْنُ قُنْفُدٍ، وَسُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو، وَعُمَيْرُ بْنُ قَتَادَةَ اللَّيْثِيُّ، وَكُرْزُ بْنُ عَلْقَمَةَ، وَتَمِيمُ بْنُ أَسَدٍ، وَالْأَسْوَدُ بْنُ خَلَفٍ، وَأَبُوشُرَيْحٍ الْكَعْبِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَبَشِيٍّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَفْوَانَ، وَلَقِيطُ بْنُ صَبِرَةَ، وَإِيَاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُزَنِيِّ، وَمِمَّنْ نَزَلَ الْبَصْرَةَ مِنَ الصَّحَابَةِ عُتْبَةُ بْنُ غَزْوَانَ، وَعِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ، وَأَبُو بَرْزَةَ الْأَسْلَمِيُّ، وَمِحْجَنُ بْنُ الْأَدْرَعِ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُغَفَّلٍ الْمُزَنِيُّ، وَمَعْقِلُ بْنُ يَسَارٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَمُرَةَ، وَأَبُو بَكْرَةَ، وَأَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، تُوُفِّيَ وَهُوَ ابْنُ مِائَةٍ، وَسَبْعِ سِنِينَ، وَهِشَامُ بْنُ عَامِرٍ، وَأَبُوزَيْدٍ الْأَنْصَارِيُّ، وَعَمْرُو بْنُ أَخْطَبَ، وَثَابِتُ بْنُ زَيْدٍ، وَمُجَاشِعُ بْنُ مَسْعُودٍ، وَأَخُوهُ مُجَالِدٌ، وَعَائِذُ بْنُ عَمْرٍو الْمُزَنِيُّ، وَقُرَّةُ بْنُ إِيَاسَ الْمُزَنِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الشِّخِّيرِ، وَمُعَاوِيَةُ بْنُ حَيْدَةَ، وَقَبِيصَةُ بْنُ الْمُخَارِقِ، وَعِيَاضُ بْنُ حِمَازٍ، وَقَيْسُ بْنُ عَاصِمٍ، وَالْأَقْرَعُ بْنُ حَابِسٍ -[193]-، وَصَعْصَعَةُ بْنُ نَاجِيَةَ، وَعُثْمَانُ وَالْحَكَمُ ابْنَا أَبِي الْعَاصِ، وَالْأَسْوَدُ بْنُ سَرِيعٍ، وَسُلَيْمُ بْنُ جَابِرٍ الْهُجَيْمِيُّ، وَعَرْفَجَةُ بْنُ أَسْعَدَ، وَأَبُو الْعُشَرَاءِ الدَّارِمِيُّ، وَجَارِيَةُ بْنُ قُدَامَةَ، وَالْعَدَاءُ بْنُ خَالِدٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَرْجِسَ، وَمَيْسَرَةُ الْفَجْرِ، وَسَلْمَانُ بْنُ عَامِرٍ الضَّبِّيُّ، وَسَلَمَةُ بْنُ الْمُحَبِّقِ، وَمِمَّنْ نَزَلَ مِصْرَ مِنَ الصَّحَابَةِ عُقْبَةُ بْنُ عَامِرٍ الْجُهَنِيُّ، وَعَمْرُو بْنُ الْعَاصِ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، وَخَارِجَةُ بْنُ حُذَافَةَ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعْدِ بْنِ أَبِي سَرْحٍ، وَمَحْمِيَّةُ بْنُ جَزْءٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ جَزْءِ، وَأَبُو بَصْرَةَ الْغِفَارِيُّ، وَأَبُوسَعْدٍ الْخَيْرُ، وَمُعَاذُ بْنُ أَنَسٍ الْجُهَنِيُّ، وَمُعَاوِيَةُ بْنُ حُدَيْجٍ، وَزِيَادُ بْنُ الْحَارِثِ الصُّدَائِيُّ، وَمَسْلَمَةُ بْنُ مَخْلَدٍ، وَسُرَّقُ، وَأَبُو فَاطِمَةَ الْإِيَادِيُّ، وَأَبُو جُمُعَةَ، وَأَبُو الشُّمُوسِ الْبَلَوِيُّ وَمِمَّنْ نَزَلَ الشَّامَ مِنَ الصَّحَابَةِ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ، وَبِلَالُ بْنُ رَبَاحٍ، وَعُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ، وَمُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ، وَسَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ، وَأَبُو الدَّرْدَاءِ، وَشُرَحْبِيلُ بْنُ حَسَنَةٍ، وَخَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ، وَعِيَاضُ بْنُ غَنْمٍ، وَالْفَضْلُ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بِالْأُرْدُنِّ، وَأَبُومَالِكٍ الْأَشْعَرِيُّ، وَعَوْفُ بْنُ مَالِكٍ الْأَشْجَعِيُّ، وَثَوْبَانُ وَشَدَّادُ بْنُ أَوْسٍ، وَفَضَالَةُ بْنُ عُبَيْدٍ، وَعَمْرُو بْنُ عَنْبَسَةَ، وَالْحَارِثُ بْنُ هِشَامٍ، وَمُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ، وَوَاثِلَةُ بْنُ الْأَسْقَعِ، وَبُسْرُ بْنُ أَبِي أَرْطَاةَ، وَحَبِيبُ بْنُ مَسْلَمَةَ، وَالضَّحَّاكُ بْنُ قَيْسٍ، وَقُبَاثُ بْنُ أَشْيَمَ، وَالْعِرْبَاضُ بْنُ سَارِيَةَ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُسْرٍ الْمَازِنِيُّ، وَعُتْبَةُ بْنُ عَبْدِ السُّلَمِيِّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَوَالَةَ، وَكَعْبُ بْنُ مُرَّةَ، وَكَعْبُ بْنُ عِيَاضٍ، وَالْمِقْدَامُ بْنُ مَعْدِي كَرِبَ، وَأَبُو هِنْدَ الدَّارِيُّ، وَسَلَمَةُ بْنُ نُفَيْلٍ، وَغُطَيْفُ بْنُ الْحَارِثِ، وَعَطِيَّةُ بْنُ عَمْرٍو السَّعْدِيُّ، وَفَرْوَةُ بْنُ عَمْرٍو الْجُذَامِيُّ وَمِمَّنْ نَزَلَ الْجَزِيرَةَ مِنَ الصَّحَابَةِ عَدِيُّ بْنُ عَمِيرَةَ الْكِنْدِيُّ، وَوَابِصَةُ بْنُ مَعْبَدٍ الْأَسَدِيُّ، وَالْوَلِيدُ بْنُ عُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيْطٍ -[194]- وَمِمَّنْ نَزَلَ خُرَاسَانَ مِنَ الصَّحَابَةِ، وَتُوُفِّيَ بِهَا بُرَيْدَةُ بْنُ حُصَيْبٍ الْأَسْلَمِيُّ مَدْفُونٌ بِمَرْوَ، وَأَبُو بَرْزَةَ الْأَسْلَمِيُّ، وَالْحَكَمُ بْنُ عَمْرٍو الْغِفَارِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ خَازِمٍ الْأَسْلَمِيُّ مَدْفُونٌ بِنَيْسَابُورَ بِرُسْتَاقِ جُوَيْنٍ، قُثَمُ بْنُ الْعَبَّاسِ مَدْفُونٌ بِسَمَرْقَنْدَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: فَأَمَّا مَدِينَةُ السَّلَامِ، فَإِنِّي لَا أَعْلَمُ صَحَابِيًّا تُوُفِّيَ بِهَا إِلَّا أَنَّ جَمَاعَةً مِنَ التَّابِعِينَ، وَأَتْبَاعِ التَّابِعِينَ نَزَلُوهَا، وَمَاتُوا بِهَا مِنْهُمْ: هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ يَسَارٍ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ سَالِمٍ الْأَسَدِيُّ، وَأَبُو حَنِيفَةَ الْفَقِيهُ، وَشَيْبَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ النَّحْوِيُّ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ الزُّهْرِيُّ، جَمَاعَةُ هَؤُلَاءِ فِي مَقْبَرَةِ الْخَيْزُرَانِ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ الْمَاجِشُونُ، وَرَدَ عَلَى الْمَهْدِيِّ، وَتُوُفِّيَ بِهَا، فَحَضَرَ الْمَهْدِيُّ دَفْنَهُ، وَصَلَّى عَلَيْهِ وَأَمَرَ بِدَفْنِهِ فِي مَقَابِرِ قُرَيْشٍ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَزْمٍ اسْتَقْضَاهُ الرَّشِيدُ، فَتُوُفِّيَ بِهَا، فَصَلَّى عَلَيْهِ الرَّشِيدُ، وَدَفَنَهُ فِي مَقَابِرِ قُرَيْشٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ تُوُفِّيَ بِبَغْدَادَ، وَدُفِنَ فِي مَقْبَرَةِ بَابِ التِّبْنِ، وَهُشَيْمُ بْنُ بَشِيرٍ، تُوُفِّيَ بِبَغْدَادَ، وَبِهَا دُفِنَ، وَعَنْبَسَةُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ، وَأَبُوإِسْمَاعِيلَ الْمُؤَدِّبُ، وَالْفَرْجُ بْنُ فَضَالَةَ، وَمَرْوَانُ بْنُ شُجَاعٍ، وَعُبَيْدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ، وَأَبُوحَفْصٍ الْأَبَّارُ، وَعَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ، وَعَلِيُّ بْنُ ثَابِتٍ، وَأَبُويُوسُفَ الْقَاضِي، وَأَسَدُ بْنُ عَمْرٍو، وَعَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ الصَّفَّارُ، مَاتُوا عَنْ آخِرِهِمْ بِبَغْدَادَ، وَدُفِنُوا بِهَا قَالَ الْحَاكِمُ: وَلَمْ أَسْتَجِزْ إِخْلَاءَ هَذَا الْمَوْضِعِ مِنْ ذِكْرِ مَدِينَةِ السَّلَامِ تَعَصٌّبًا لَهَا، إِذْ هِيَ مَدِينَةُ الْعِلْمِ، وَمَوْسِمُ الْعُلَمَاءِ وَالْأَفَاضِلِ، عَمَّرَهَا اللَّهُ فَأَمَّا ذِكْرُ التَّابِعِينَ وَأَتْبَاعِهِمْ عَلَى مَا ذَكَرْتُ الصَّحَابَةَ، فَإِنَّهُ يَكْثُرُ لَكِنِّي أَذْكُرُ الْجِنْسَ الثَّانِيَ مِنْ مَعْرِفَةِ أَوْطَانِ رُوَاةِ الْأَخْبَارِ بِأَحَادِيثَ أَرْوِيهَا، وَأَذْكُرُ مَوَاطِنَ رُوَاتِهَا لِيَكُونَ مِثَالًا لِسَائِرِ الرِّوَايَاتِ