وروى محمد بن شعيب بن شابور عن يحيى بن الحارث عن عبد الله بن عامر، أنه قرأ على أبي الدرداء، هذا خبر غريب، وعليه اعتمد الداني وغيره، في أن ابن عامر قرأ على أبي الدرداء.

والذي عند هشام وابن ذكوان والكبار، أن ابن عامر إنما قرأ على المغيرة المخزومي عن عثمان، وهذا هو الحق.

قال هارون بن موسى الأخفش: حدثنا عبد الله بن ذكوان قال: قرأت على أيوب بن تميم، وقال لي: إنه قرأ على يحيى الذماري، وقرأ يحيى على ابن عامر.

وقرأ ابن عامر على رجل قال هارون: لم يسمه لنا ابن ذكوان، وسماه لنا هشام بن عمار، فقال: إن الذي لم يسمه لكم ابن ذكوان والمغيرة بن أبي شهاب، المخزومي، وقد قرأ المغيرة على عثمان -رضي الله عنه.

وقال علي بن موسى: حدثنا إسحاق بن أبي إسرائيل حدثنا الوليد بن مسلم عن يحيى بن الحارث، أنه قرأ على ابن عامر، وأنه قرأ على المغيرة بن أبي شهاب، وأن المغيرة قرأ على عثمان، فذكرنا رواية هشام عن الوليد، وفيها إسقاط المغيرة.

وأن هشاما ضعف ذلك ووهاه، قال: قال خليفة ومحمد بن سعد وابن جرير، وتوفي ابن عامر سنة ثماني عشرة ومائة1.

15- عبد الله بن كثير بن المطلب الإمام أبو معبد، مولى عمرو بن علقمة الكناني الداري المكي إمام المكيين في القراءة.

أصله فارسي، وكان داريا بمكة، وهو العطار، مأخوذ من قوله عطر دارين، ودارين موضع بنواحي الهند.

وقيل في نسبته الداري: إنه قرشي من بني عبد الدار، قاله البخاري.

وقال أبو بكر بن أبي داود: الدار بطن من لحم. وهو رهط تميم الداري.

وعن الأصمعي قال: الداري الذي لا يبرح في داره، ولا يطلب معاشا.

وعنه قال: كان عبد الله بن كثير عطارا.

قلت: هذا هو الحق فلا يبطله اشتراك الأنساب، وابن كثير من أبناء فارس، الذين بعثهم كسرى إلى صنعاء فطردوا عنها الحبشة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015