وأخذ الفقه عن أبي المنصور الأبياري وغيره، وتأدب على الشاطبي وابن البنا، وسمع من أبي القاسم البوصيري، وإسماعيل بن ياسين، وجماعة.
وكان حاد القريحة، يتوقد ذكاء قدم دمشق ودرس بها، وأكب الفضلاء على الأخذ عنه، وصنف التصانيف النفيسة المتنافس فيها, ذكره الحافظ عمر بن الحاجب الأمين، فقال: هو فقيه مفتي مناظر مبرز في عدة علوم مع ثقة ودين وورع، وتواضع واحتمال واطراح للتكلف، قلت: ثم نزح إلى مصر، عندما أنكر على الصالح إسماعيل، هو وابن عبد السلام، فتصدر بالفاضلية، ثم تحول إلى الإسكندرية، ليقيم بها.
قرأ عليه بالروايات، الشيخ موفق الدين محمد بن أبي العلاء ببعلبك، عن قراءته على أبي عمرو بن الحاجب، وحدث عنه الحافظ عبد العظيم والحافظ شرف الدين عبد المؤمن، وجمال الدين الفاضلي، وأبو علي بن الخلال، وأبو الحسن بن البقال، وأبو الفضل الذهبي وآخرون.
توفي في شوال سنة ست وأربعين1 وستمائة -رحمه الله.
24- محمد بن عمر بن أبي القاسم بن الداعي الرشيدي، العباسي الإمام، أبو عبد الله الواسطي المقرئ، شيخ القراء بالعراق، نقلت من خطه.
أنه قرأ بما حواه المستنير لابن سوار، على المبارك بن المبارك الحداد، ومحمد بن محمد بن الكال الحلي، وقرأ للعشرة، على أبي بكر عبد الله بن الباقلاني، وأن الشيخ موفق الدين عبد الله بن مظفر بن علان البعقوبي الضرير قرأ عليه للعشرة ختمة كاملة، وكتب الداعي الرشيدي بالمدرسة النظامية في جمادى الأولى سنة اثنتين وخمسين وستمائة قلت: وممن حكى لي أنه قرأ على الداعي الرشيدي، الشيخ جمال الدين المصري، إمام مسجد الأشراف وعمر الشريف الداعي وعمر دهرا، وبقي إلى سنة أربع وستين وستمائة، بواسط، رأيت خطه بالإجازة في هذا الوقت لأبي عبد الله بن خروف2.
25- عبد الظاهر بن نشوان بن عبد الظاهر بن نجدة، الإمام رشيد الدين، أبو محمد الجذامي الزنباعي المصري المقرئ الضرير.